Winner on the 10 minutes contemporary show: Rana Hasan

Winner on the 10 minutes contemporary show: Mohamed Muddathir

Winner on the 10 minutes contemporary show: Elzupair Siddig

Winner on the 10 minutes contemporary show: Om Alhassan Mohammed

Winner on the 10 minutes contemporary show: Alsadig Yousuf

Winner on photo number 4: Noon Jamal

Winner on photo number 5: Sanaa Othman Sagadi

Winner on photo number 1: Ayan Hasan Yousuf

Winner on photo number 2: Afraa Amir Siddig

Winner on photo number 3: Faiz Hasan

Winner on photo number 3: Maaza Sami

Winner on photo number 4: Sid Ahmed Ibrahim

Winner ono photo number 1: Namareq Sir Alkhatim

Winner on photo number 2: Maab Alsaied

Photo from the Khartoum 2 workshop's show

10 minnutes of a contemporary dance show by the artist: Sokhon Bell

Photo from the Khartoum 2 workshop's show

10 minnutes of a contemporary dance show by the artist: Sokhon Bell

Photo number 3

By the Italian photographer: Dario Lo Presti

Photo number 4

By the Italian photographer: Dario Lo Presti

Photo number 5

By the Italian photographer: Dario Lo Presti

Photo number 1

By the Italian photographer: Dario Lo Presti

Photo number 2

By the Italian photographer: Dario Lo Presti

#Khartoum2 Text on 10 minutes contemporary show

النص لـ: الزبير الصديق


لسنين طويلة هي عمري... كانت الأمور تجري على غير ما يُرام، الأخبار تأتي على غير ما توقعت، كالمصائب.
خسارتي زرعتها على أرض نائية ليس فوقها غمام؛ فنبتت... رغم الجفاف وقسوة الشتاء. أوراقها التي تساقطت كالحصى على أم رأسي: جمعتها يائساً ومشيت في حال سبيلي، مطبات عطبية بعثرتها الطريق أمامي، منزلقات خطرة جرَّتني إلى قاعها الممتلئ بِرُفَاتِ الأحلام المتهالكة، كجُرذٍ يتيم نبشتُ مواطئ تعينني على الخروج وإكتشاف مهاوٍ جديدة. وكما تطمس الروح آمالها، كما تتلاشى من الوجه نضارته، وتخلو الطرقات من الناس في المساء الرتيب: أخسرُ صبر أطرافي وألجُ غياهب الإنكماش.
أيُّها الغصن المائل الوحيد... يا مَن أرهقك الإنتظار، هدَّتك الوحشة وأهلكك العُري: رحماك، قليل من الظلِّ، أرَّق ليلي الحنين، ألَّب شوقي النزوح ونكأ جراحي القديمة مأنوس الناي. أيُّها الماضي الثقيل بذكرياتك اللاذعة على أمسي، تغرسُ مخالبك المُسنَّنة على ظهري، بينما أتطلَّع إليها: شمس تخرج من مكانها الصحيح مرَّة في العمر ثمَّ تغرب. أيَّتها الظروف الملعونة التي تُقاسمنا معاشنا، وتنتزع البشاشة من نبضِ أيامنا ولا تستحي أن تنصب الجبال على طريقنا الوعرة؛ فتطول. يا بائع الحليب... إنَّ أطفالنا عطشى، لا أحلام لهم، في ظلمات الليل المخيفة: يصارعون الجاثوم.
خارت قوانا، أصبحنا وحدنا -سوى النيل الذي لا يتوقف ليرتاح، ولا ليودعنا رسائله... ينطلق: لا يلجمه تضريس ولا تناله حُمَّى. الأصدقاء: تركناهم على ضفتيه يُمارسون النميمة، يُحلِّلون الإشاعات... يتبادلون: المضغة، أعقاب السجائر والدور في الكلام. إنَّها الكآبة وسعت كلّ شيء.

١٩ نوفمبر ٢٠١٦

#Sinnar Tect on photo number 1

النص لـ: أيان حسن يوسف

بقايا

الساعة البيولوجية تدق معلنة بداية يوم جديد، الثامنة صباحاً؛ إلى انتعاش الاستحمام ثمّ كوب قهوة على أنغام فيروز عند تلك الشرفة المُطِلَّة عليه.
سيدي المُوَقَّر... الفرق بيننا أربعون عاماً وبضعة أمتار.
يتأمل ذاك الزقاق المهترئ والمتبقي من إثر الحضارة الرومانية؛ إنّه يومه الأول في سنته السبعين، كان يبدو شاحباً، شارداً كأنه يحمل على عاتقه هموم الدنيا. لطالما عاش وحيداً، لطالما كان يقول تباً للنساء.
رفعتُ يدي أحيِّيه فردَّ بإبتسامة زائفة، قتلني الفضول، تمنيت حينها سلماً هوائياً يقودني إليه. بعد أيام من المحاولات وإستراق السمع ظفرت بكلمة منه، كان حينها ينفض الغبار عن سجادته.. قال لي: "كوب قهوة؟"، تبلَّدتُ حينها، أومأتُ رأسي بالإيجاب، قال: "تعالي يا هذي واتركي باب الشقة خلفك مفتوحاً للقطة"، ركبتُ عجلة السرعة يقودها الفضول أمامي، دخلت تلك الشقة بالأحرى ذاك المتحف! كراسي جلوس مَلَكية، بقربها كرسي متأرجح، مع طاولة كلاسيكية فيها بعض الكتب والمجلات، ساعة حائط كبيرة جميلة وجذابة من خشب المهوقني.
الشقة تفوح منها رائحة الغبار، توجد فيها غرفة أثارت جلّ فضولي؛ فهي مُغلقة بالشمع الأحمر، كان يقتلني الفضول، سمعتُ صوتاً: "إياكِ الإقتراب"... لملمتُ أطرافي وابتسمت، قال: "تعالي يا صغيرة، اجلسي وإياكِ أن تتفوَّهي بكلمة... أوَتعلمين؟ ماتت... أقصد إني... قتلتها... لأَنِّي أحبها، كانت بقربي وقررت الابتعاد بعد سنة من الزواج، كانت تعدني بالوصل أبداً، فحققتُ وعودها وتركتها بقربي دوماً"... خفت في لحظتها، أردت الهرب والنفاذ بجلدي فقلتُ: "هل أنت واثق أنك تحبها؟"... قال: "بل أعشقها"... قلتُ: "أين هي الآن؟"... قال: "في قلبي"... علمتُ حينها أنه مجنون، ضحك ضحكة وقال: "لقد بردت قهوتك وحان وقت الرحيل"، جاءت القطة، شربت الحليب ورحلت.
خرجتٰ وأنا أرتجف خوفاً، هل تلك الغرفة فيها زوجته وقد قام بتحنيطها أم أنا أتوهم... هي مجرد ترهات وخرافات حتماً فهو رجل طاعن في السن. يجب تبليغ الشرطة، لا، فمنذ وجودي وهو على هذه الحال ولا يؤذي أحداً، السكوت غير مجدي.
"انهضي، إستيقظي، كفاك نوماً"... استيقظت على صوت أمي، عليّ الذهاب إلى المعهد، مسرعة ألقيت نظرة على الشرفة، لقد تأخرت، انها التاسعة... آه حتماً إنّه حلم.
عند عودتي -وأنا غارقة في التفكير، تسلّلتُ إلى الشقة، وجدتُ رجلاً بنفس الملامح، يا للهول... انها نفس الشقة بـذاتِ التفاصيل، وأنا أتوسط رجال الشرطة علمتُ أنه قد مات منذ ساعتين، عَثَرَت عليه الشرطة مغشياً عليه عن عمرٍ يناهز السبعين عام ويومين، وجدوا ثروة قومية من لوحات وآثار باقية في غرفة الشمع الأحمر.

١٢ نوفمبر ٢٠١٦

#Atbara Text on photo number 1

النص لـ: نمارق سر الختم

ثمة إمرأة سوف تعبر هذا الطريق بعد قليل، أخبروا هذه الفرقة الشعبية بأن تتنحَّى عن طريقها؛ فأنا أنتظرها بكامل الشغف، وضعتُ بعض العطر الذي تحب ورتَّبتُ على لون عينيها مواعيد البريق.
وضعتُ على طاولتي كوبين من القهوة السوداء، فلربما ترفع عينيها الجميلتين لتُبصر هذا الكهل الذي أدمن الصباحات التي تأتي بها فتلقي عليه بلطفها المعتاد شيئاً من الابتسام، سأردُّ عليه بعبارة صباحية غاية في التهذيب وربما أدعوها لتناول القهوة السوداء فتستجيب، إذن فلتتنحى جانباً يا بائع البالونات، ستبرد القهوة يا سيدتي على مهل الطريق. ربَّما كانت اليوم بمزاج مختلف لذلك قد حضَّرتُ بعضاً من عصير البرتقال ولم أنسى كأس الحليب وحلوى المارشميلو لحفيدتها ذات الثلاث أعوام؛ فهي الآن تأخذها في نزهتها الصباحية المعتادة بعد أن ذهب أبويها للعمل.
سأخبرها أن الصباح الذى تلا ذهابها كان بهياً كوجهها، بلا أدنى أثر للغياب، وأنَّ الصباحات التي تلته كانت تُجمِّلها الذكريات؛ وحتى عودتها مع كل هذه التجاعيد وشغب الأحفاد كانت (ماريانا) أو (ماري) كما اعتدت أن أناديها في ريعان الشباب: وضَّاحة العينين، وئيدة الخطى ومورقة الحنين.
هاهنا كُنَّا ننوي إكمال مراسم الزفاف، على هذه الشرفة كم جلسنا نهييء للشمس موضعاً للمغيب... غابت الشمس و لم تغيبي يا (ماريانا)، فأنا لازلتُ ها هنا أطيل الإنتظار. المقعد الذي أمام البيانو لم يُبارح أناملك على أوتار العزف، ذهابك للضفة الأخرى لم يُغيِّر طعم الشتاء ودفئك ياحبيبتي لا زال يشعل قلبي كلما مررت من أمام شرفتي هذه في تمام البهاء.
الآن ها هي تعبر من أمامي لكنها لا تلقي عليّ ما أشاء من الإبتسام، ربما لم تلحظ وجودي هذا اليوم، ربما اعتادت على ذلك فلم يعد وجودي مُلفتاً لها، لابأس يا عزيزتي فأنتِ ها هنا تقيمين.

كارلوس وايتمان
الرابع من نيسان
في الذكرى الواحد والأربعين لرحيل ماريانا كلارك

٥ نوفمبر ٢٠١٦

#Khartoum2
#Khartoum2
#Khartoum2
#Khartoum2
#Khartoum2
#Khartoum2
#Khartoum2
#Khartoum2
#Khartoum2
#Khartoum2

#Khartoum2 Text on 10 minutes contemporary show

النص لـ: أم الحسن محمد بابكر

عقم

ها أنا وُلدتُ اليوم في هذه الساعة وهذه الليلة المظلمة الداكنة، المليئة بالضباب الخانق الذي خرج نتيجة لصرخة السماء، كما خرجتُ أنا نتيجة لصرخة أمي. وُلِدتُ ووجدت نفسي في مجتمع خانق قيّدني وبدأ يأخذُ روحي منِّي من أول يوم وُلدتُ فيه، مجتمع ينبزني لأن لوني مثل الليلة التي وُلدتُ فيها: أسود داكن، مليء بضباب روحي شبحي.
كبرت، ولكن لا زلت مقيد ومتقوقع كقوقعتي في رحم أمي، ولكن الفرق أنني كنت أعيش بسلام وحب داخلي وأنا في رحمها، والآن أصبحتُ خارجهُ... أنا خارج رحم أمي. قررتُ أن أقاوم، أن أثبت لهذا المجتمع الحقير السطحي اللا إنساني :إني إنسان، أنا إنسان أيها العالم.
ها أنا أُجمِّعُ الضوء حولي وأُركِّزه على وجهي وبقية جسمي، ها أنا أقول لكم بأني أسود. كفاني صراع، كفاكم تمييز عنصري قاتل، ساحب، مُقلِّص، مُمزِّق للروح ومُشوِّه للجسد. ها أنا أخرج من قوقعتي وأُحطِّم سلاسل رُبِطَت حول جسمي وروحي بسببكم، ها أنا أُحلِّل عُقَد أفكاري التي كُنتُم سبباً في تعقيدها، ها أنا أخرج من بِركة أفكاركم وتفرقتكم، ها أنا أُحرِّر نفسي من اللقب الذي أطلقتموه عليّ بسبب لوني.
وماذنبي إن كنتُ أسود؟ مالذي فعلته كي أستحق هذا الظلم؟ هل يا ترى لأَنِّي خرجتُ من بطن أمي!؟ هل هذا عقاب لما فعلته -كوني أريد أن أعيش؟... أصمتوا جميعاً وأنظروا إليّ... سأعيش رغماً عنكم، سأرى العالم، سأجعل الناس وأنتم تتقبلوني كما أنا بلوني الأسود، أنفي الأفطس ولغتي الركيكة؛ لأن الله خلقني ووحده من يستطع أن يقول لي: "عبدي"... أنا عبدك يا الله، وحدك، ليس لأحد سواك، امنحني القوة والثبات كي اغلب هذا الصراع المجتمعي السام.
إرتقي أيُّها العالم، أيُّها المجتمع، أيَّتُها الأفكار ... اندثري وتحلَّلي في أسفل قاع في الأرض. أيَّتُها العادات المسمومة القبيحة المميتة -أقصد العاهات: أريد العيش كبقية البشر، أريد عالماً يتقبَّلُني كما أنا... بِلَونِي هذا وكل ما فيّ، أريدُ عالماً كأُمِّي... كرحمها... كـ... قلبها.

١٩ نوفمبر ٢٠١٦

#Sinnar Text on photo number 2

النص لـ: عفراء أمير صديق

بقايا روح

فوق أرصفة اليأس، وعلى كرسيّ الألم، جلستا -العجوزتان، تتناولان أوجاعهما، وجعاً تلو الوجع، وخيبة تلو الأخرى.
"ألم تخلعي السواد بعد؟ لقد مرت خمسة عشرة عاماً منذ وفاة زوجك يا ليندا! لِمَ ترهقين روحك بكلِّ هذا السواد المتصل؟"
لحظات من الحنين استغرقتها ليندا صامتة... ثمّ قالت:
"لو تعلمين... كم كان يفرح زوجي حينما أرتدي الأسود! أذكر أنه قال لي ذات مرة "ليندا حبيبتي أريدك أن ترتدي لي الأسود دائماً، وأنا سأُلبس روحك البياض وأملؤك بالفرح، لا أريدك أن ترتدي السودا إلا فرحاً، فالأسود يليق بكِ"، ومنذ ذلك اليوم وأنا أرتدي الأسود بكلِّ قواي العشقية، أما الآن: أرتدي الحزن بكلِّ ما أملك من وجع، فساتيني السوداء تذكرني بزوجي لذا سأظل أرتديها كلما انتابني الحنين له -وأنا دائمة الحنين له، أو كلما انتابني شوق لروحه -وأنا دائمة الإشتياق له. الأسود يجعلني أشعر بالأمان، يجعلني أشعر ولكأنه الآن بجانبي، يُعانق سوادي... فأمتلئ بياضاً وبنفسج. صدِّقيني... هذا الأسود هو الشيء الوحيد الذي يعطيني يده لأقف على سطح الحياة، يجعلني أستسيغ العالم، هو الشيء الوحيد الذي يمدّ لي يده لأستعيد توازني كلما هزتني الانكسارات، يا عزيزتي إن لي فيه بقايا روح؛ فإن خلعته يوماً فأعلمي تماماً أنني قد انتهيت من كل البقايا... أعذريني، فإنَّ لي فيه حياة".

١٢ نوفمبر ٢٠١٦

#Atbara Text on photo number 2

النص لـ: مآب السيد

هل لا نزال على قيد الحياة؟، آه يا صديقتي، أين كُنَّا وكيف أصبحنا؟، بالأمس كُنَّا صغاراً تحتوينا الشوارع، الأمنيات الصاخبة والعهود، كان الحلم شاسعاً ممتداً، الآن صار عنيفاً وبالكاد تحتوينا الخطوات.
يا صديقتي... لقد صارت الأيام جافة، كئيبة، رمادية وتمضي برتابة، لا تتغيَّر فيها سوى جرعات الأنسولين.
أتأملك، وأتساءل: هل يُمكن للقلوب أن تشيخ أيضاً؟، أبحثُ الآن في تقاسيمك عن طفولتي الضائعة في شوارع المدينة القديمة، عن ضحكاتنا في ليالي آذار العنيد، عن الرفاق وعن الحلم الـ... يا ليته صار حقيقة.
أتعلمين؟ أدركتُ أخيراً أننا سنموت؛ لا لشيء سوى أننا ضعفاء... جداً، وأقصى ما يُمكننا فعله هو أن نكبر، أن يزيد عمرنا أياماً، شهوراً وسنينا. أكثر ما يؤرقني الآن هو أن الموت قد صار قاب قوسين أو شهقة... مِنَّا.
عالقتان نحن بين الحياة والموت، نشيخ ولا نأفل وليس ثمّة جدل قد يُغيِّر حقيقة أننا سنموت. ولكن... الموت... كيف يبدو الـ... موت؟

٥ نوفمبر ٢٠١٦

#Sinnar
#Sinnar
#Sinnar
#Sinnar
#Sinnar
#Sinnar
#Sinnar
#Sinnar
#Sinnar
#Sinnar

#Khartoum2 Text on 10 minutes contemporary show

النص لـ: الصادق يوسف حسن

غارقٌ في خليطٍ لزجٍ من التوهان واللامعنى للوجود، كنفاية آدمية تصارع اللحظات لإثبات عبثية الحياة، الحياة... وما الحياة في ذلك، إنَّها لحظات رتيبة مقتولة. أنا لا أُفكِّر بشيء، محض فراغ ولا جدوى، كلّ ما أدور فيه الآن هو أشبه برقصة فرخ التم حينما يشارف على تذوق ملامح موت بطيء... مثل أكوام النظرات المُحتقِرة التي تملأ علي المكان.
لا أزال أُصارع تلك الأثواب البالية التي ألبسوني إيَّاها... هل حريّ بي أن أتقبَّلها بكلِّ عفونتها وكل صفاتها؟... لا... أنا لا أجد ذاتي، لا لستُ مُمزقاً أبداً، لستُ نفاية وإن كنتُ أعيشُ في مكبِّ نفايات عقلية. هل أنا حقاً لا شيء؟... وجدتُ نفسي وأنا مُلقى والشمس تملّ وجهي بملامحه القميئة، لكنَّها تبتسم؛ ربَّما شفقة أو تعاطف -كلَّما وَجَدَتنِي أُصارع.
هل الخالق إختارني كديكور زائد لأكمل لوحته؟... ولكن مهلاً... لا أظنّ أنَّ هذه لوحة... ربَّما هي لوحة -وما أداراني أنا، لا أظن الخالق يجعلني لا جدوى أو نفاية؛ إنَّه فوق هذه الطبائع التي يرمقني بها هؤلاء التجار أو المارة، حتى أنا أفضل منهم.
الشمسُ ابتسمت مرَّة أخرى وأنا مستلقي أتقاذفها يد بيد، تقاطعني وحليفتي اللحظية الشمس: غيمة متمردة جامحة، حجَبت عنِّي نفسي وصورتها المثلى، الغيمة كانت تجعل الشمس مائلة، تعكس في المياه الراكضة نظرات ملؤها الإهمال والمراقبة... ليست نظراتي ولا إرادة الخالق، هي ضباب أكثر من أنها انعكاس، يلهث بجواري جرو متعب، إنهم هم مرة أخرى... سرعان ما تهبط عليَّ النظرات المُحتقِرة فتغمرني في نوبة جديدة من صراع جدوى وجودي. تبدو الشمس حادة في مسقطها ويبدو الصراع رتيباً؛ فقد صادفت نفسي أو الحقيقة مرة... ولكن أيّ حقيقة؟ ربما انعكاس ذاتي السلبية، ذاتي المذنبة أو ذاتي النفاية.
أعودُ لأخلع ما ألبسوني إياه: هذه النظرات المُحتقِرة، يبدو هذامناسباً جداً؛ إنهم تائهون. هأنذا أتفحَّصُ عيونهم بكل خلفياتها... إنَّهم مُحاصَرون مثلما أنا مُحاصَر... مثلهم، لكنَّهم فقط لا يعلمون... أنا والخالق نعلم.

١٩ نوفمبر ٢٠١٦

#Sinnar Text on the photo number 3

النص لـ: فائز حسن مصطفى

السماء تُمطر بطاطا

أنا أول من يُرمَى به على الطاولة، أصدقائي كانوا يسقطون من السماء بسرعة جنونية ويرتطمون بي بقوة، كانوا أكبر مني حجماً، يصرخون بهستيريا وكأنهم يعرفون مصيرهم -أو على الأرجح مصيرنا، أجسادهم باردة، أكثر برودة من ذلك الماء الملتصق بجدار الثلاجة.
ما زالوا يتساقطون، يصرخون، أكاد أختنق، أين قبعتي التي أهداني إياها حبيبي؟ ولكن... أين حبيبي!؟ يا إلهي، هاهو: يسقط بعنف، عيناه ما تزالا صافيتان كآخر مرة كنّا فيها معاً في جوف ذاك الصندوق الأبيض المتجمد... يا إلهي إنّه يُلوِّح لي بالوداع! دموعه المالحة لم تقل لي شيئاً.
الصراخ يرتفع، أصدقائي يسقطون، إنها صديقتي... لأول مرة أراها خالية من مساحيق التجميل، ماذا فعلوا بها!؟... لم أعد أرى شيئاً؛ أنا صغيرة تحتهم، هم أكبر مني حجماً، أجسادنا متلاصقة ونشبه بَعضُنَا... ولكنهم ما زالوا يصرخون ويصرخون، ما زلت تحتهم: صامتة وحائرة. هم أكبر مني حجماً لكن... صراخهم صار يتلاشى.
يا إلهي... ما هذا الشيء؟ إلى أين يأخذ أصدقائي؟ بدأوا في الاختفاء، أصواتهم تتلاشى، كانوا يهذون من البعيد بأصواتٍ مبحوحة: ز يـ يـ ت ... م و و و ت
الآن فقط عرفتُ ما سيحدث لي، كم كنتُ حمقاء، لماذا تجاهلتُ هذه الحقيقة منذ البداية؟ لا يهم، فقد عرفتها الآن، إذ ليس مهماً متى سنعرف الحقيقة وأين، الأهم هو أن نعرفها... في النهاية.
ما زال بعضهم هنا فوقي، أكبر مني حجماً ولكنهم الآن لا يصرخون، إنهم هادئون تماماً كالقبور، أنا تحتهم... أنتظر دوري، أنا أصغر منهم ولكنني الآن: أصرخ بِشدَّة.

١٢ نوفمبر ٢٠١٦

#Atbara Text on photo number 3

النص لـ: معزَّة سامي جاد الله

عودة

"قُم بإخراج القمامة إلى الخارج" صرخ الطاهي في وجهي، خرجتُ مسرعاً إلى الخارج وأنا أتجمَّدُ من البرد والسماء تُمطر بشدَّة. عدتُ إلى الداخل لم أَجِدُ أحداً، أحسستُ بشيء من الخوف، خطوتُ على أطراف أصابعي؛ ما يزال الخبز والبطاطا بالفرن، والمعكرونة لا تزال تغلي على النار، أطفأت كل شيء وخرجت إلى المطعم حيث الناس، الطاولات والموسيقى.
لم أَجِدُ أي أحد، ما هذا!؟ أين ذهب الناس؟ كل شيء ساكن... يا للهول، هل هذا حلم؟ بعد برهة وجدتُ نفسي أمام الفرن أخرج البيتزا والطاهي يقف بجانبي يصدر تعليماته إليّ: انقل هذا الطلب للطاولة الخامسة على الممر الثاني بسرعة.
يا إلهي هل أنا أحلم؟، صرخ الطاهي في وجهي مرة أخرى، خرجتُ إلى الرواق حيث الطاولة الخامسة لأقدم الطلب فإذا بإمرأة في السبعين من عمرها تجلس وحدها، مرتدية فستان زهري وشعرها مُجعَّد بصورة تبدو شبابية -لم يرتح قلبي لذلك! قمت بوضع الطبق أمامها فإذا بها تُمسك بيدي... أخذ المكان يدور من حولي وهي تضحك ملء فهمها وتعقب: "ما رأيك بهذه اللعبة؟ هل تستطيع فعلها؟" وتضحك.
انتفض قلبي من مكانه، انعقد لساني، أثلجت يديّ والدوار أصاب رأسي وكأنني على وشك الإغماء... لم أستطع تبين أي شيء؛ حلّ الظلام على هذه البقعة الزمنية المثيرة للرعب.
غبتُ عن الوعي لبرهة... عندما عدتُ لرشدي وجدتُ نفسي نائماً على الطاولة ووجهي على الطبق، الطاهي ومدير المطعم يهتفا على رأسي، لم أتبين أي شيء من كلامهما. قمتُ بطريقة متراخية عائداً إلى المطبخ، وقفتُ مرة أخرى أمام الطاهي وهو يُشير ببنانه نحو وجهي معاتباً إياي على ما بدر مني في الرواق. ما زلتُ لا أَجِد تفسيراً لما يحدث لي... توقف الزمن، العجوز الشمطاء، ضحكاتها الصاخبة، الدوار الذي حدث في الرواق؛ اذ أصبح كل شيء يدور فجأة. يبدو أنني قد أُصبتُ بهاجسٍ ما، عليّ أخذ إستراحة، سأطلب من الطاهي ذلك.
رنّ جرس الغرفة، فتحت الباب... لم أَجِد شيئاً، عدتُ إلى سريري... لم أجده، الغرفة فارغة من أي أثاث، شحظت عيناي لما أرى... أين ذهبت أشيائي؟... أغمي علي مرة أخرى. استيقظت على أنغام موسيقى كلاسيكية اعتدت على سماعها في المطعم لأجد نفسي في المطبخ مرة أخرى... كيف أتيتُ إلى هنا؟ وما الذي حدث منذ ساعة؟ صار أثر الإرهاق فيّ وكأنني مدمن، رفعتُ رأسي من على الطاولة لأصطدم ببطن ذلك الطاهي البغيض وهو مستشيط غضباً: "كم مرة علي تكرار هذا الأمر لك، غير مسموح لك بالنوم هنا، هذا مكان للعمل، عليك الإلتزام بذلك أو الخروج من هنا"... لم أرد عليه، فقط ذهبت لإكمال عملي، هذا ما استحقه فعلاً، لقد ظلمتُ كل من كان بجانبي وقمتُ بأحقر الأمور وألحقتُ العار بنفسي وبعائلتي، حتى حبيبتي هربت مني لأنني كنت أبرحها ضرباً... لأنها رفضت إعطائي قُبلة... يا لتفاهتي.
أغرورقت عيناي بالدموع، جلستُ على أرضية المطبخ معاتباً نفسي، دفنتُ وجهي في كفّيّ حتى إمتلأتا.
"جيد، جيد، لا بأس، إذا تعرف ذلك!؟"
سمعت صوتاً... رفعتُ رأسي فإذا هي المرأة العجوز التي كانت تجلس بالطاولة، صعقتُ، من هذه وماذا تفعل هنا؟
"هل تعرف لماذا يحدث هذا لك؟، ولماذا أنت هنا؟" سألت هي وأومأتُ أنا برأسي نافياً.
"أنا صوت ضميرك الذي رميته بعيداً، صوتك الداخلي الذي دفنته بكبريائك، لقد تعمدت إيذائك بالفترة الماضية ليعود إليك رشدك، لترى نفسك من جديد، لتعود إليها -نفسك، كلنا نخطئ في هذه الحياة لكن من سيتعلم من هذا الخطأ؟، من يستخدم عقله ويتخلص من أنانيته؟ من يتنازل عن كبريائه ويضحي من أجل الباقين، أبويك لماذا لم تستطع تحملهما؟ أصدقائك لماذا لم تساعدهم عندما كانوا في أمسّ الحوجة إليك؟ حبيبتك؟ لماذا لم تحترمها وتبادلها نفس الشعور؟ ذلك الشعور الذي أعادتهم به إلى الحياة... لماذا؟ هل تعلم لماذا؟ لأنك لم تستخدم عقلك، لأنك أهملت نفسك وأرضيت غرورك وكبريائك... ولكن ماذا جنيت من ذلك غير الوحدة، الألم والذل؟ وعملك؟ لماذا لا يعجبك؟ هذه الشوارع ملأى بالبطالة، احمد الله على هذه الفرصة غير المتاحة وتعلّم الرضا بما لديك، أنظر إلى نفسك من جديد فما دام هنا نبض في فبالتأكيد هنالك فرصة... انفض عنك غبار التجارب وانهض... انهض، مارك... لن تراني مجدداً، أتمنى أن تكون هذه آخر مرة تراني فيها... وداعاً"
اختفت العجوز وتركتني في صراع مع نفسي، كل ما قالته صحيح: لماذا أنا؟ ولماذا أصبحت هكذا؟ ولمَ أنا وحيد؟... حان الوقت فعلاً لاغتنام فرصتي الأخيرة، نهضتُ مسرعاً، غسلتُ وجهي، قمتُ بإخراج البيتزا من الفرن، حضَّرتُ المعكرونة بكرات اللحم ورتّبت المطبخ جيداً.
عاد الطاهي إليّ فقلت مبتسماً: "كل الطلبات جاهزة يا سيدي"، لم يرني مبتسماً أبداً من قبل؛ ردّ متفاجئاً: " أحسنت يا بنيّ... أحسنت". إلى آخر اليوم كنتُ على أفضل ما يمكن، وكان كل من في المطعم راضياً عني، ولأول مرة منذ خمس سنوات: أنام، مرتاحاً على سريري، بلا هواجس.
عادت حياتي إلى سابق عهدها، والداي رحّبا بي من جديد، احتضنتني أمي بشدة وبكيت بحرقةٍ على تقصيري معها، لا ألوم أحد غير نفسي والآن عادت نفسي إليّ، أصبحتُ راضياً بما قُدِّر إليّ.
شكراً لك ضميري الحي، شكراً على إعادة الحياة إليّ، شكراً على إنارة مستقبلي؛ بدونك لكنتُ الآن ذلك الفتى الذي يوصل الطلبات ولستُ ما أنا عليه الآن: الطاهي.

٥ نوفمبر ٢٠١٦

#Atbara
#Atbara
#Atbara
#Atbara
#Atbara
#Atbara
#Atbara
#Atbara
#Atbara
#Atbara

#Khartoum2 Text on 10 minutes contemporary show

النص لـ: رنا حسن علي

شيءٌ صغيرٌ قد كان أنا، شيء تحكمه طبيعة ما حوله وثقافته، كُسِرت مجاديفي منذ صغري؛ فلم أجد الصديق الصحيح، بقيتُ في عزلتي: وحيد، شخص مُتَقلِّب وبِلَا هوية... بل دُمية أكثر من أن أكون بشراً. ضائعٌ في عالمٍ جدرانه متشابهة... ما المغزى من حياتي؟! لِمَ أعيش؟ لِمَ يحبطونني وقد كنت طفلهم يلبسونني من أقمشتهم المتشابهة، كلّها باتت سواء، هل يُعقل أن أكون هكذا: وحيداً؟ أم عليّ البقاء مع رفيقي الجديد؟ لم يَكن يُبارحني البتَّة، بل هو حقاً يعاملني كأن بيننا أخوة دم... يبدو أنَّه خياري الوحيد.
دهورٌ مرَّت بيننا كلحظات سريعة ضوئية... يا ليتها لم تمرّ أبداً، يا ليتني بقيت وحيداً منعزلاً في عالمي، منزلي... في كينونتي القوقعية، لكنَّني الآن -وبلا هوادة أو وجل أقولها – أنا روحٌ عقيمة، أنا كُلٌ من بعضٍ قد ضاع في كأسِ إحباطٍ وفي إناءِ خوفٍ، أنا أحومُ بينكم جميعاً... فرداً فرداً، أُطالعُ وجوهكم الكالحة التي "تعتريها" أكثر منه "تجتاحها": الحيرة واليأس... أراني: أنعكسُ فيكم، أنا قد غدوتُ روحاً هيهات أن تُنقَذ قبل أوان الأوان، وأنت: أنا -إن حقاً ظللتَ ساكناً تنتظر النهاية.

١٩ نوفمبر ٢٠١٦

#Sinnar Text on photo number 4

النص لـ: نون جمال خالد

هوس

أين أنا؟ ما هذا المكان الغريب؟ الأشياء حولي صغيرة جداً، الناس والأشجار أيضاً، أشعر بأنني أثقل من أكبر شيء علي الأرض؛ لا أستطيع المشي بسرعة، بل لا أستطيع المشي، قدماي لا تبتعدان كثيراً عن بعضهما -رغم إجتهادي بفعل ذلك، أمر غريب يحدث، أرى أمامي سيارة، سأقودها حتى أتمكن من إستكشاف هذا المكان الغريب... ياللهول، السيارة برغم كبر حجمها إلا أنها لا تسعني... لا أستطيع التنفس داخلها، يا إلهي ما هذا.. تركتُ السيارة وبدأت جولتي سيراً علي قدماي، الناس حين يرونني يصرخون بذعر، يركضون بسرعة هائلة.
ماذا يحدث؟ رأيتُ أمامي بائع لحم... شعرتُ بالجوع، ذهبتُ نحوه فرَّ هارباً تاركاً عربة الوجبات خاصته، قلت في نفسي: "هذا المعتوه الأحمق ماذا به"... واصلتُ طريقي والناس حولي صغاراً هاربون يصرخون خائفون، حتى القطط والكلاب أيضاً هاربة. شعرتُ بأن هنالك خطأ ما... لفت إنتباهي رجل يحاول الإقتراب مني يحمل آلة تصوير في يده، يلتقط لي الكثير من الصور، لم أكترثُ له كثيراً... الناس حولي تتعالى أصواتهم خوفاً.
الساعة تشير إلى الثالثة ظهراً، ولكن مهلاً، بائع صحف في الظهيرة... أمر غريب حقاً، ذلك الفتى يُردِّد: "كائن غريب في البلدة... كائن غريب في البلدة"، توجهتُ نحوه لأعلم ما الأمر، هنالك صورة مرفقة مع مقال، إلتقطتُ الصحيفة ونظرت في تلك الصورة... "هذا كائن غريب حقاً"... واصلتُ جولتي والناس حولي يصرخون هاربين، أمامي محل كبير، هنالك مرآة كبيرة على جدار المحل، مررتُ أمامها فإذا بظلٍ كبيرٍ جداً في المرآة... وقفتُ، خطوتين إلى الخلف وإنتصبت أمامها تماماً... "يا إلهي ما هذا الشيء الغريب" عينان كبيرتان جداً، بطن منتفخة والكثير من الفرو... حرَّكتُ يداي فإذا بالشيء أمامي يُحرِّك يداه، فتحت فمي فإذا به يفتح فمه أيضاً... أيقنتُ حينها أنني ذاك الكائن الغريب.
تلفّتُ حولي فإذا بسيارات الشرطة تحاصر المكان... يا إلهي أحدهم يصّوب مسدسه نحوي، وهنالك أيضاً قفص حديدي كبير سيقتلونني حتماً، لكنني أنا من سأقتلهم أولاً؛ فهم أصغر مني حجماً رغماً عن كثرتهم، نعم واحد تلو الآخر، ثم... "نعم قتلتهم جميعاً، لم يبقى في تلك البلدة أحد، لا مزيد من الصراخ ولا مزيد من الضوضاء، جميعم ملقون أرضاً، سبعمائة وسبعين جثة ملقاة أرضاً"... واصلتُ جولتي علِّي أجد أحداً، "لا أحد"... شعرتُ بالخوف، خفتُ كثيراً فلم يعد في هذا المكان سواي، إختبئتُ خلف مبنى كبير علّ أحدهم يأتي.
مرَّت الساعات طويلاً، "لا أحد"... ما هذا الذي فعلته، لا صراخ حولي ولا ضجيج، قتلتهم جميعاً، الهدوء مرعب والبلدة ساكنة، لا أسمع صوتاً غير صوت دقات قلبي... "كيف سأعيش وحدي في هذا المكان الكبير، كيف لأحد أن يحيا وحيداً من دون رفاق"... أيقنتُ حينها أنَّ القوة لا تحل العقدة؛ بل تزيدها تعقيداً، وأيقنتُ أيضاً أنَّ الظلم يوقع صاحبه في التهلكة... "قتلتهم جميعاً دون أن أرمش، ليتني لم أقتلهم، ليتني رمشتُ حينها، ليتني لم أقرأ تلك الصحيفة، ليتني لم أقف أمام تلك المرآة أيضاً... الحياة بدون أحد يشاركك فيها مملة للغاية، والظلم بقوته وجبروته لا يجدي نفعاً".

١٢ نوفمبر ٢٠١٦

#Atbara Text on photo number 4

النص لـ: سيد أحمد إبراهيم

مرحباً... أنا هنا

لا أشعر بأي لذة فيها: حياتي. منذ خروجي من هناك مع الآلاف من قريناتي وشبيهاتي... يحملن ما أحمله ولهنّ نفس تفاصيلي التي وُلدت بها وبها سأموت. لا، لن أموت؛ لأنني مازلت حية وسأظلّ بهذا الشكل سوى بعض القاذورات التي سأجمعها لتكون جزءاً من تفاصيلي.
لا أشعر بأني رخيصة حينما أتجول وأتنقّل بين الأيدي والأعين، يمسك بي هذا، يُقلِّبني هذا، يتفحصني هذا، يطويني هذا، يفردني هذا ويرمي بي ذاك، لا أكترث لأشكالهم فهي لا تهمني بقدر ما يهمني تفاعلاتهم التي سيكون مصيري على إثرها، منهم من يهديني لصديقه، منهم من يستشيط غضباً فيمزقني، ومنهم من يقهقه ملء قدرته على الضحك.
أكره فقط هذا الرجل الذي يقف على وجهي، ليس لشيء ولكن شكله المستفز... لا أعلم من هو ببذلته تلك، أتساءل بكم إشتراها!؟ لا بد أنه سيد لهذه البلاد أو شيء من هذا القبيل، ولا بد أن له علاقة بما كتب بالقرب منه؛ فقد بصق أحدهم عليه بعد صياح متواصل وكلمات بذيئة -أي أنه بصق على جزء من وجهي، لم أهتم لذلك فهو لا يعنيني كثيراً.
هي حياتي، ليس مشوقاً أن أحكي عنها لكم لأنني لا أستمتع بها أيضاً، فقط أعيشها ومازلت أعيشها، أحمل بداخلي الإستياء وعلى أوجهي الكثير، كل الأشياء: ضحك هنا وبالقرب منه لوحة جميلة، بكاء هنا وبالقرب منه الموت، جثث هنا وبالقرب منها السماء... السماء التي ربما تحد هذا الكون، ماذا لو ثقبت هذه السماء وحلّت الثقوب مكان النجوم!؟ ربما تأتينا القاذورات من كون آخر عندها سترتفع رسوم القمامة.
أسأل نفسي دائماً عن ماهية نفسي وكينونتها، فلا أَجِد غير أنِّي أنا... التي أمامكم وأحكي لكم الآن، ملقاة على طرف الطريق، ربما يشمئز مني المارة لكوني قمامة وتكرهني الطريق التي أنا عليها، لم تعد كلماتي المثيرة ولا صوري الجذابة تجذب أياً كان، لا ميلاني يمنة ويسرى مع الهواء عاد شيئاً ممتعاً للناظرين.
هنا أنا، أرقد متسخة على الأرض، بالقرب من مِطرقة وحافة طريق، والكثير من الأقدام، لستُ من الآن سيدة المشهد؛ إنما المشهد صار كما قلت: حافة طريق، مِطرقة قديمة وصحيفة مهترئة "أنا".

٥ نوفمبر ٢٠١٦

#Khartoum2 Text on 10 minutes contemporary show

النص لـ: محمد مدثر ادريس

ماذا يحدث في جوته!؟

في يومٍ من الأحلام إجتمعت الأقلام، قررت أن تكتب سوياً بكل ما أوتيت من إبداع؛ فصوت القلم مسموع في هذه البلاد بعد أن إختفى الرأي العام في ظروف غامضة. خُطَّت هناك على رحم الورق ملايين الحروف، لقحت منها خمسة نصوص، النص السادس... ذلك المختلف في ذاته خرج غريباً ممسوخاً.
"هيه أنت... نص أسود" أشار قلم العنصرية بتبجُّح "لونك داكن يشبه الظلام، تبدو جاهلاً، فقيراً، لا مكان لك على مسرح الدنيا"... ثم خطَّ فيه لونه بعنف فتكوَّم النص على نفسه.
"استر عليك"... إشمئز قلم الفضيحة، تتبَّع عورة النص وحاول اظهارها بحنق، خطَّ بلون عارٍ على النص فإنكشفت سوءة منه.
"أنت نص أنثوي"... قلم الذكورة شمَّر عن عضلاته نافخاً الحبر من مقدمته؛ فَتَاء التأنيث دوماً ما تسبب له الغيرة عندما تكتب النجاح نصوصاً، صَفَعَ بقوة... إنهار النص أرضاً.
"إليكم عنه، تعال أيها النص، أنا من يفهمك، عليك فقط أن تُسلِّمني حروف، كل العبرات فيك، لا يهم رأيك؛ سأبرزك لكن على طريقتي"... قلم الإستغلال ينافق مدعياً الحنِّيَّة، النص: يزحف ويزحف مبتعداً عنه، يصل إلى كهفه الخاص. هناك يخبئ النص أحلامه داخل دميته: الطموح... يحتضنها فتُذكِّر إياه أن (باكر تكبر تبني الأمَّة)، يستمدُّ بعض الأمل، يخرج... يتلمَّس الضوء.
"إنَّك نصٌ جيِّد..لكنَّك لست عميقاً"... قلم النقد يمسك الضوء مزيحاً النص -إذ في رأيه أن الأضواء لكبارات القصص وما إشتهرت به المدن من برجوازية الكتاب، يخطُّ بلونه سوءاً على سوء.
يعود النص مرتدياً الحسرة، يتذكَّر أولى حروفه، كيف أن بدأت الأقلام بالتساوي، كيف أن القيمة تكمن في العطاء، كلّ قلم يستطيع أن يخلق، لكن ما الخلق؟ خلق الوعي في الناس... كلّ الناس، الناس هناك ينكرون حتى ما كتبه أول قلم على اللوح المحفوظ، خارجين عن المنطق، النص المسكين حينما احتوت كلماته على التساؤلات الوجودية رُمَي رشقاً بممحاة -لذلك ترى ملامحه الضياع، يحسّ أن هناك من يراقبه، يتفحَّص الضوء مجدداً، يلمس سطحه... "الأصل في الدنيا العطاء"... يتذكر ما خُطَّ قربه من آيات ذات يوم {ولسوف يعطيك ربك فترضى}، الله يعطي حد الرضا، الأم تتعلق بطفلها لأن طفلها يمنحها احساس أن تعطي الأمان والحنان، قسيمة الزواج المخطوطة بنصِّ العقود، لماذا تزوجت تلك الجميلة ذاك الفتى رغم تواجد المنافسين؟، كلهم كان يكتبون نصوصاً عن أنفسهم يحاولون ابهارها... يا حسرتك من نص! هي لا تحبك، يعجبها مجازك، أما ذلك الفتى فقد كان نصه مختلفاً؛ فهو جعلها تعطيه، جعلها تمنحه الحب في اللقاءات، بريق عينيها عند استراق النظر، ثم تمنحه الوعود فيسير في الوجود كاتباً على نفسه السعادة.
هنا وقف النص الممسوخ على قدميه، سار بين الأقلام متخطياً إياهم، خاطبهم قلماً قلماً: "كلماتي أروع من أن تتصور ذلك، أجمل من أن تستوعب ذاتك"... أضاء الطريق فبهت الذي نقد، أظلم مجدداً فصفَّقت الأقلام مدندنة له: "نصَّنا يا حرفاً لنا مصون وينتمي لنا... أغفر لنا، أرفق بنا؛ فإن الجمال لكلّنا"

١٩نوفمبر ٢٠١٦

#Sinnar Text on the photo number 5

النص لـ: سناء عثمان "سقدي"

تاءٌ ضالةٌ وأنثى دُخان، تقمّصي التواضع وأجيدي الإدعاء، تطاولي على أطراف ذلك الكبرياء وحطِّميه، أشيحي بناظريك عن ملامح السذاجة، ثمّ ترفَّعي عنه وأرمقيه بسيفِ مُقلتيك؛ فَمَن مثلك يا فتاتي المغرورة!؟
قالها كاتب ما: "في الشارع الذي تقيمين فيه هناك خمس نساء أجمل منك وسبعة بالكاد أطول... ولكنِّي أُحبكِ أنتِ"... ولكنِّي سأقول: "في الشارع الذي تقيمين فيه هناك ألف قصيدة للحب لا بُدّ أن تُكتَب؛ فقط لأنك تطلِّين عليها من شرفتك، بِقَسَمَاتِ وجهك الجميلة المُخترقة لقلبي من بين الزحام"... وأنا المُتيَّم آه.
أدعوكِ للتسكُّعِ في شوارع أنطاليا القديمة؛ فالحب هناك كما الكتب الملقية على الشوارع المكتوب عليها: "القارئ لا يسرق، والسارق لا يقرأ"... بالكاد سرى عليها قول: "العاشق لا يكذب، والكاذب لا يعشق"... مدينة كهذه يا عزيزتي تفرض البراح علينا، طرقاتها كما الجنة تماماً، فيها سنشرب نخب قهوتنا الملاذ، ونغني كما العندليب تماماً، ونحن لا زلنا نسير... لن يهدأ لي بال إلا أن أجود بِشَيْءٍ منك على الطرقات: قهقهة ما أو ربما نظرة، طرقات كهذه تُذَكِّرُنِي بالصغيرةِ التي لطالما تمنَّيتُها تشبهكِ، سأُنادي عليها وعلى كلِّ فرقة شعبية... نعم شعبية، فلُغَتهم ستزيد المتعة متعة أخرى، ترقصين: فَرِحَة طَرِبة، تُزَفِّين فيها ملكة بلا تيجان، طوعاً بلا عصيان، ترقصين رقصاً بلا قيود وحرية بلا حدود.
ثم يأتي الليل، آه... ليل الهواجس، ليل بدايات النهايات لكلِّ شيء جميل، تطفئين أنتِ إضاءة غرفتك لأسهر أنا عند شرفة غرفتي: متعطِّش لمزيدٍ من الخيالات، وأتساءل إلى متى!؟، يردُّ عليَّ ضميري مستهتراً ككلّ مرَّة: "سيدي، تعال أحدِّثك، أنثى تقطن في جمالٍ هكذا، أنثى حين تضحك وهي تتحدث على الهاتف تغلق سماعة الهاتف بيدها، أنثى لا تجود عليك حتى بالإبتسام، أتظنّ أن كلماتك تبهرها؟"... أردُّ أنا بذاتِ الكمّ من البرود الهائل: "حسناً... فهمت، المساءات الحافلة بالكثير من الضجيج سأختصرها وأنم مُبكِّراً".

١٢ نوفمبر ٢٠١٦

What happened in Khatroum2

Again sponsored and hosted by Goethe Institute Sudan, the workshop was in the 19th of November 2016. The participants were talented, unique with strong personalities and career. 
This time the participants have been asked to write stories not based on photos as what happened before in the first tour but on a live contemporary performance show by the artist and performer: Sokhon Bill. The participants wrote such amazing stories based on their mood that the story of the performance and the artist's body derived them to. 
We have again 5 winners only, congratulations to: 
Elzupair Siddig 
Um Alhassan Mohammed 
Elsadig Yosuf 
Rana Hassan
Mohammed Muddathir 

What happened in Sinnar

Sinnar, the city where there was a great empire in Sudan in the past. No wonder why the participants of the workshop were so generous, smart, wise, powerful and never give up specially when the place needed to be changed and use a plan B. 
The workshop was in the 12th of November 2016 and fully sponsored by the Italian Embassy in Sudan. It was in a collaboration with Rawaq Cultural Forum, the workshop took place in Mr. Yagoub El Agib's saloon. 
The participants again have been asked to write stories based on photos by the Italian photographer Dario Lo Presti, there were five photos and the participants did choose the photos randomly. So we do have five winners and they are: 
Ayan Hasan / on photo number 1 
Afraa Amir / on photo number 2 
Faiz Hasan / on photo number 3 
Noon Jamal / on photo number 4 
Sanaa Othman / on photo number 5

What happened in Atbara?

Atbara the city which famous as the city of Iron and Fire, its famous train station and train tools factory, where the people love to bike bicycles! 

Well the workshop was sponsored by the Italian Embassy in Sudan, and hosted by Sudan Forward Organization. The workshop took place at the Blind Union, in the 5th of November 2016.

The participants were talented, well cultured and active no doubt; they are from this city Atbara. 

This time the participants were asked to write stories based on photos at the end of the day by the Italian photographer: Dario Lo Presti, there were four photos and any participant chose her/his photo randomly. 

So we have four winners this time, congratulations to: 

Namariq Sir Alkhatim / on photo number 1 

Maab Elsaïd / on photo number 2 

Maaza Sami / on photo number 3 

Sid Ahmed Ibrahim / on photo number 4 

Share this page