Winner on the heard choice "A" thunderstorms with heavy rains: Mosab Mohamed Khalil

Winner on heard choice "B" sea's waves with seagulls voices: Rehab Mostafa

Winner on the touched choice "A" an orange: Abuzaid Hussain

Winner on the touched choice "B" a knife: Ahmed Alradi

At the end of the short story writing workshop for persons with visual disabilities, the trainees were asked to write short stories based on something, and this time they were given the right to choose the material of the thing, whether "touched" or "heard". After they made their choices a lottery was done and there were two options for the "touched" things: "A" an orange, "B" a knife. And for the "heard" things: "A" an audio of thunderstorms with very heavy rain, and "B" an audio of sea's waves with seagulls voices.

At the end of the short story writing workshop for persons with visual disabilities, the trainees were asked to write short stories based on something, and this time they were given the right to choose the material of the thing, whether "touched" or "heard". After they made their choices a lottery was done and there were two options for the "touched" things: "A" an orange, "B" a knife. And for the "heard" things: "A" an audio of thunderstorms with very heavy rain, and "B" an audio of sea's waves with seagulls voices.

The "heard" things: "A" an audio of thunderstorms with very heavy rain, and "B" an audio of sea's waves with seagulls voices.
Listen to choice "A" at:
https://youtu.be/10rH37YYvKU
Listen to choice "B" at:
https://youtu.be/lP7K8tf6kT8

Winner on picture number 3: Omer Elnour

Winner on picture number 4: Ikram Rabih

Winner on picture number 5: Maaza Mohammed

Winner on picture number 1: Eitimad Ebrahim

Winner on picture number 2: Salwa Abdulrahman

Winner on picture number 3: Ibtihal Ahmed Ali

Winner on picture number 4: Lina Elfadil

Winner on picture number 1: Albushra Altayeb

Winner on picture number 2: Hassan Mahmoud

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun

By the Sudanese photographer: Musab Sahnon

By the Sudanese photographer: Musab Sahnon

By the Sudanese photographer: Musab Sahnon

By the Sudanese photographer: Musab Sahnon

#Elobaied Text on photo number 1

النص لـ: البشرى الطيب آدم

خمسون عام وبضعة أشهر وأنا أسعى للوصول إليك، منذ صرختي الأولى؛ صوت ما ينبعث من قلبي مملوء بالثقة يشدُّني ويعِدُني بالوصول إليك يوماً ما -أليس صحيح مايقولونه بأنّ لكلِّ مجتهد نصيب؟
يقيني، ضعفي، شكي، خوفي وندائي الأول: كلها أشياء تقودني إليك، بعضها يربت على كتفي، يدفعني إليك أملاً، والآخر يعرقلني بقوة -ولكنني خبير بتجاوز الأزمات.
أتذكَّرُ جيداً كلّ الأحداث التي مرّت بي ذات يوم، أحفظها عن ظهر قلب، أحاول التخلّص منها ولكنها ترفض أن تنفك مني، كشبكة صيد أهملها صياد على ضفاف البحر؛ حنت إليه فعانقت أشواك الصبار.
أحببت كثيراً ونسيت كثيراً، لدرجة أنني أبدل أسماء الحبيبات إذا صادفتهن بغتة. مرضت كثيراً، نسيت: رائحة الورد، ليالي الخميس، القُبَل الواعدة، ضحك الأصدقاء -فمنذ أن رأيتك فارقتني كل الذكريات وسكنتني أنت!
اليوم وقد ضعف جسدي، إشتعل رأسي شيبا، إنطفأت عيني اليمنى وشاخت الأخرى، أقفُ أمام المرآة للمرة الأولى أتساءل: "هل أنت تستحق كل مافعلته من أجلك؟"
تُحدِّثُنِي نفسي بصوتٍ عالٍ تقطع تأملاتي: "أنت... هنالك فرق بين شيء تعودته وشيء تود الحصول عليه"
أجيبها: "أعلم ذلك ولكنني أخاف إذا حققت حلمي أن لايبقى لدي شيء بعد ذلك يستحق العيش".. تركتُ نفسي وثرثرتها أمام المرآة... وتابعتُ: مسيري إليك.

٢١ يناير ٢٠١٧

#Elobaied Text on photo number 2

لنص لـ: حسن محمود حسن

ضياعٌ بين الماضي والحاضر

مفلسٌ جداً، فقير، لا أملك شيء، أعيش بين جدران أربعة، لا شيء أكثر من ذلك، فقط جدران. أرهقتني هذه الحياة، أريد الموت؛ لأني لا أفلح لفعل شيء، أُطرَد من أي عمل، آخر مرة تذوقت فيها لقمة عيش كان البارحة، أعيش على تجرُّع ماء ساخن من "زير" بالقرب من غرفتي التي أدعوها بيتي، ليس لدي جيران -أو بالأحرى: لا يهتمون بي. يكرهوننى، لا أدري لماذا، مع أنني لا أعلم إن كانت لدي صفة سيئة أم لا.
منبوذٌ أنا في أقبية الواقع أريدُ من ينتشلني. فجأة ومع كلّ ذلك الألم تذكرت بأنِّي رسَّام، وأنَّ هذه الموهبة هي كلّ ما لديّ منذ نعومة أظفاري -مع أنَّ أحلامي كانت أكبر من ذلك. رسمتُ لوحة وبعتها وابتعتُ لنفسي علبة سجائر ووجبة طعام، جلستُ على الذي أسميه فِراشي، أنفثُ دخان سجائري وأُفكِّر بغضب، أنفث وأتسائل لماذا كلّ هذا!؟ فجأة صوت من داخلي قاطع كل تلك الأسئلة وزجرني، يبدو أنه الراوي؛ أراد تذكيري بماضيّ.
تذكَّرتُ في تلك اللحظة صديقيّ "أنجلو" و "ماريا" وبلدتنا الصغيرة، ذات الحقول الجميلة والليل الهادئ، توقف الزمن الآن ورجع عشرين عاماً إلى الماضي -وياليته بقى هناك ولم يتقدم..

أنجلو: هيا بِنَا نلعب يا "جون"
جون: إلى أين نذهب؟
أنجلو: نذهب في البداية إلى بيت "ماريا" نأخذها وبعدها إلى مكاننا المشهود.
وصلنا إلى بيت "ماريا" طرقنا الباب..
جون: كيف حالك؟ هيا بِنَا إلى الزرع.
وصلنا الزرع، جلسنا ولعبنا. بقينا على هذا الحال حتى بدأنا نمارس الزراعة مع أهلنا.. قاطعني الصوت مرة أخرى، قاطع ذكرياتي، ما أتلذذ بفعله كل مرة، قائلاً: "لو كنت تعرف الزراعة ما كنت أنت على هذه الحال وما كنت أشعث أغبر لا تملك قوت يومك"، تأففتُ قائلاً لنفسي ولذاك الصوت: "أصمت فأنا رسّام الآن". ضحكت لأنسى همومي، ومع تلك الضحكة أشعلت سيجارة أخرى وتذكرت "ماريا" حبيبتي، نعم "ماريا" حبيبتي التي لم أنساها، والتي لا اعلم مكانها الآن.
تذكرتُ الصورة التي التقطت لنا عندما زارنا الإنجليز ذات يوم في حقلنا، في ذلك اليوم جلسنا ثلاثتنا وأخذنا نحلم بماذا نريد أن نصبح عندما نكبر.. أنا قلت: "اريد أن أصبح طبيباً ورساماً، أعالج المرضى وأبيع لوحاتي"، قال أنجلو: "أريد أن أصبح مهندساً أصنع البنايات وأخطط الطرق"، "ماريا" قالت: "أريد أن أصبح معلمة في المدرسة التي تقع بالقرب من دارنا، لا أريد أن أسافر إلى العاصمة على الرغم من أنني لم أزرها قط ولكنني قررت هذا"، تسبب هذا الكلام في إغاظتي؛ فأنا أحبها وأريد أن أتزوجها، أعلم تماماً بأنها لا تحبّني كما أفعل، أعلم أيضاً بأنَّها تكنّ لي مشاعر أخوة وصداقة.
كبرنا وأخذنا ندرس بالمدرسة الثانوية في القرية المجاورة، أذكر درسنا عام واحد وفجأة هوجمت القرية من قِبَل متمردين، أُخذت النساء عرايا، قتلو الرجال والشيوخ وأخذو الأطفال لخدمتهم... لا أمان بعد اليوم، خاف أهلنا علينا، جلسنا تحت شجرة التبلدي، مكاننا المشهود من الطفولة، أخذنا نتفاكر في "ماذا سيحدث"، في أثناء ذلك سمعنا صوت طائرة قادمة بقوة، وبين سماع صوت الطائرة ومرورها صوت ضخم آخر إرتفع. التفتنا ووجدنا نيران تشتعل بالقرية، ركضنا خلف تلك النيران، مرَّ في تلك اللحظة شريط بيتنا أمام عينيّ: ضحكة أبي، جلوس أمي بالقرب من الموقد، رقص أخي.. نزلت دمعة على خدِّي وأنا أرى جثثهم أمامي، انفجرت قنبلة أخرى، سقطت في الحقول، نيران أمامي ونيران من خلفي، طائرات من فوقي، دمي من تحتي.. "ما هذا!! يا ربَّاه! سحقاً أين أبي، ماريا، أنجلو!؟؟"... تفرق ثلاثتنا اثر تلك الضربة القوية، تلك الحرب، ولا أعلم مصيرهم.
ظللتُ أركض وأنا ممسك بالصورة، هي فقط التي أضحت الشيء الوحيد الذي أملكه، أضغاث أحلام.. أبي، أمي وأخي يبقوا محفورين بالذاكرة. تنبَّهت لنفسي وأنا أبكي، نظرتُ إلى التاريخ فوجدته الثالث من أبريل العام ألفين وأربعة.. توقفتُ عن البكاء اذ انتبهت ان اليوم هو يوم المسابقة.. مسابقة الرسم الذي ظلّ معي هو وتلك الصورة.
فزت بها.. المسابقة، لقد فزت بها، يا لفرحتي! اخيراً ابتسم لي الحظ.. استملتُ جائزتي، كانت عبارة عن نقود كثيرة.. سأغير حياتي الآن، أبتسم وأنسى الماضي، سأرسم مستقبلي فقط منذ الآن. خرجتُ سعيداً من مقر المسابقة حاملاً لوحتي الفائزة بيدي اليمنى وجائزتي بيدي اليسرى، عبرتُ الطريق، وفجأة.. لم أحي بنفسي إلا وأنا على الأرض وبالقرب مني سيارة فارهة.. لقد صُدمت: ترجَّل من السيارة "أنجلو" و "ماريا" معاً.. صُدمت مرة أخرى إذ لم يتعرفان إليّ.. يا ويلي، يا مصيبتي لقد نسيا عشرين عاماً من الصداقة، نسيا كلّ شيء، إذن لم يلقيا حتفهما ذلك اليوم، ماذا حدث يا ترى!.. آه.. لقد تزوجها! لقد تزوجها! لقد سرق حبيبتي! سأنتحر .. أجل سأفعلها

٢١ يناير ٢٠١٧

#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied

#Elobaied Text on photo number 3

النص لـ: إبتهال أحمد علي

خصوبة القلوب

"هناء" منذ ولادتها فتاة لا تعرف للحب باب، قلبها كما الأراضي القاحلة شديدة الجفاف، تُكثر من كلمة "لا" ومن الكلمات القاسية، تُعاني من القسوة الحادَّة في تعاملها، كلامها إلى حد أن جعل أصدقائها ينفرون منها، لا يوجد شخص مرَّ على حياتها إلا وجرحته، لا أعلم من أين اكتسبت كلّ هذه القسوة التي في قلبها! ربما كانت وراثة! لكنِّي أيقن جيِّداً بطيبة وجمال قلبي والداها، ربما كان مرض على هيئة فيروس استفحل قلبها منذ الولادة إلى أن أصبحت في عمرها هذا، كثيراً ما حاول أصدقائها تغييرها لكن باتت محاولاتهم بالفشل، والداها اعتادا عليها فباتا لا يأبهان لما تفرقه عليهما من كلمات.
كثيرة الجلوس في غرفتها، كانت تمضي في الانترنت ساعات طويلة؛ مدمنة على البحوث العلمية، لديها الوقت للعمل لا غير، معاملاتها رسمية إلى أبعد حد وتمتاز بالجفاف إلى أن جاء يوم ما قابلها شخص على الانترنت، أرسل لها بريداً الكترونياً وكان غرضه العمل وكان عرضه جميل ومبهر فقبلت العمل معه على المشروع. عندما شرع المشروع في البدء التقيا أكثرمن مرة، كان اسم زميلها هو "طارق"، كان طارق مفعم بالحياة متفائل يحب كل ما حوله، مليء بالإنسانية، حسن الأخلاق، وسيم الطلعةجذاب إلى حدٍ ما. عندما التقت به لأول مرة لا أنكر أنها أُعجبت به للوهلة الأولى وعندما تلاحقت اللقاءات بدأت تتأثر به شيئاً فشيئاً؛ أول ما أصابها من تغيير كان لون غرفتها من البيج إلى البنفسجي، فرح والداها عندما وجداها تتغير وبدأت الأمور تتطور بينها وبين "طارق"، كانت تشعر بشيء تجاهه، شيء أقرب للحب؛ مما جعل قلبها تدبّ فيه الحياة وأصبحت إنسانة تحب الناس، تلاطفهم، تتفقّد من هم حولها وليس فقط من هم في دائرة العمل، صارت تتحدّث بلغة الحب إلى من تشعر بأماكنهم في قلبها، لقد زادها الحب ألقاً وقربها إلى والديها أكثر فأكثر، ولكن ما كان يشغل بالها هو ما الشيء الذي تشعربه تجاه "طارق" فهي لا تعلم للحب باب قبل هذا، جلَّ ما تعلمه أنها ترتاح إليه لأبعد الحدود ومستعدة لفعل كل شيء يطلبه منها فإضطرت لإخبار والدتها عن ما بداخلها لتساعدها في اكتشافه.
بالنسبة لـ"طارق" كان كل شيء عاديّ فهو يتعامل مع من حوله بذات الطريقة وهي نفسها ردة الفعل التي تصله، لا يشغل تفكيره كثيراً بما يحدث حوله. "هناء" وبعد مرور عام من تغيرها، تأكد لها بأنها تحب "طارق"، وكان العائق: أتخبره أم تتجاهل ما تشعر به؟ فهي منذ لقائه علمت ما معنى الحياة، علمت كيف تضحك، كيف تحب، كيف تحب من هم حولها، أصبحت كما الأرض الخصبة. انتهت حلقة تفكيرها تلك بأن تخبره وليحدث ما يحدث. استجمعت قواها وذهبت اليه في مكان العمل لتخبره لكنها علمت أنه لم يأتي للعمل في هذا اليوم، فعادت تجرجر أذيالها وكانت قد تخللتها بعض الخيبة، وقررت أنها لن تعود مرة أخرى فهذه الإشارة من الإله لها بعدم إخباره، باتت ليلتها تلك تدعو الله بأن يرشدها ونامت بعد ذلك.
في صباح اليوم التالي عندما استيقظت كان هنالك حدساً قوياً بداخلها يخبرها بأن "اذهبي مرة أخرى وأخبريه" نهضت من سريرها واستعدت بكامل حلتها وذهبت لتخبره، عندما وصلت وجدته في اجتماع فانتظرت إلى نهاية الإجتماع. أخيراً انتهى الاجتماع ودخلت "هناء" لـ"طارق" في المكتب، جلست على كرسي، لكنها عندما نظرت إليه هذه المرة أحست بشيء مختلف عن كل اللقاءات السابقة؛ فهي الآن ليست مبهورة ولا معجبة.. كانت عادية وقلبها لا يخفق، قررت في لحظتها عدم البوح والاحتفاظ بكل ما أرادت قوله، جلست معه أقل من ساعة تبادلا فيها الحديث بشكلٍ عادي، كان الحديث يدور في أمور عدة بعضها عن العمل وبعضها عن مشاكل المجتمع وأخيراً تحدَّثا عن الحياة وما فيها من حبٍ وجمال والنظرة المتفائلة للحياة وتأثيرها، ابتسمت له مودِّعة وذهبت أدراجها، لكنها كانت قد علمت تماماً ما كانت تشعر به طوال العام: فـ"طارق" كان نقطة تغيير في حياتها ليس إلا؛ أخرجها من القحل والجفاف إلى الخصوبة والحياة.
٢١ يناير ٢٠١٧

#Elobaied Text on photo number 4

النص لـ: لينة الفاضل علي

موتٌ على قيدِ الحياةِ

ها أنا ذا أُفكر في ترك الحياة لأجله، أيُعقَل أن أكون قد أحببته -أو بالأحرى أدمنته لتلك الدرجة البعيدة؟ فكري بإجابية يا "أنا" أمامك هذا المنظر البديع، أنظري إليه و تأمليه جيداً، كوني قوية كتلك الأشجار التي نبتت في وسط النيل... لا، لا أُريد تلك الاشجار؛ ستسقط في نهاية الأمر لا محالة، سيقضي عليها جبروت النيل و ستموت، اذاً لحظة يا نفسي تذكري تلك الأيام الجميلة، طفولتك، تلك الأيام التي لا يزال شذاها يُعطِّر قلبك وقولي لي: نعم ذلك الهواء الذي يداعب شعري يذكرني بأمي.. لا.. لا.. لا أتذكر شيء سواه؛ فهو حياتي.. سلَّمته نفسي ولم أتردَّد لحظة، غيَّرتُ كل مبادئي لأجل إرضاءه.
أنت لست أنا، أنت مسخ مطوَّر فكراً وعقلاً، بل في كل شيء لإرضاء رغباته؛ فأنا بعتك لأجله.. نعم.. بعتُ نفسي لهذا سأسقط من على هذا الجسر لأموت بين أحضان النيل، فأنا الآن يكرهني الجميع، أصبحتُ غير مرغوبة في المجتمع، بين أسرتي، أصدقائي، أحبَّتي.. هاها اسم على مسمَّي! تلك المخدرات خدَّرتني.. منذ أن اخذتُ الجرعة الأولى وأخذت بعدها جرعات لكن لم تبدُ كالأولى قط.. سأسقط لأكون عبرة لغيري.
قد ضاعت أحلامي، وبِتُّ أصارعُ نفسي فوق ذاك الجسر، تارة أحنو لأسقط وأخرى أُثبِّتُ نفسي.. هل أنا.. خائفة من الموت؟ أم أنا.. خائفة ألا أموت؟
٢١ يناير ٢٠١٧

#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied
#Elobaied

What happened in #Elobaied workshop?

In 21 January 2017, the French  Alliance in Elobaied city hosted the #OneDayFiction workshop in its residence. There were 20 young participants this time and they were talented, smart and unique. They love short stories  and they were so willing to learn everything relating to this magical genre of writing. 

This time the participants has been asked to write short stories based on another but different photos by the Sudanese photographer Musab Sahnon. They wrote very gorgeous texts and again we have this time 4 winners, so congratulations to: 

Albushra Altayeb, winner on photo number 1. 

Hasan Mahmoud, winner on photo number 2. 

Ibtihal Ahmed Ali, winner on photo number 3. 

Lina Elfadil, winner on photo number 4. 

#Elfashir text on photo number 1

النص لـ: إعتماد إبراهيم إدريس

في قرية "الفكي عيسى"، احدى قرى ولاية شمال دارفور والمشهور سكَّانها بالترحال ورعي الإبل، كان يقطن "آدم" الذي انتقل مؤخراً إلى هذه القرية نسبة لظروف الحرب في قريته. كان يشعر بالحزن والأسى طوال الوقت ولا يدري عن مصير اسرته المكونة من ثلاث بنات وولدين وزوجة صبورة ذات وجه صبوح، لديها ابتسامة تبعث الدفء في قلوب ناظريها.
آدم لا يدري ما الذي يُخبِّئه له القدر في هذه القرية، إلا أنّه بدأ يتخلص من هذا البؤس وأخذ يبحث في وسيلة تعوله هو وأسرته. عُرِف آدم بشخصيته الإجتماعية، حبّه للآخرين وأمانته، وفي فترة وجيزة استطاع أن يكسب رضا شيخ القرية الذي أعطاه خيوله لكي يرعاها. فرح آدم، بل كاد أن يطير فرحاً وبدأ برعاية الخيل والإهتمام بها بمساعدة ابنه الأصغر عبد الله؛ فهو الابن المُدلّل لديه.
في كل ليلة كان يعود منهكاً، يرتمي على أحضان زوجته بعد يوم طويل ويغط في نوم عميق إلى أن يؤذن المؤذن معلناً عن بداية صبح جديد. فيستيقظ نشطاً، متوجهاً لأداء صلاة الصبح مع أبنائه، متلهفاً للعودة إلى المنزل لشرب القهوة مع زوجته التي تمنحه طاقة تُشعره بأنه قادراً على حمل جبل على ظهره. ثم يبدأ رحلة الرعي مع ابنه الأصغر مُتحملاً حرارة الشمس وطول الطريق، ورغم جسده الهزيل كان يُرغم ابنه على الجلوس ظهر الجمل بدلاً عنه. كل يوم يسيرمع ابنه في تلك الصحراء مُتحمّلاً تقلبات الطقس: أشعة شمس حارقة وبرودة عالية. لم يكن متهكماً بل كان صبوراً راضياً كأبيه فقد أخذ منه الكثير من الصفات.
بدأ يشعر بأن حياته قد بدأت تزدهر، لكن سرعان ما تلاشت تلك الفرحة التي كانت تعلو وجهه؛ قضى ليلة ظلماء ممطرة، أرسل اليه الشيخ أحد أعوانه لدعوته في منزله، كان آدم قلقاً ومتسائلاً عن سبب هذه الدعوة في هذا الوقت المتأخر من الليل، لكن هذا التساؤل لم يستمر طويلاً... سرعان ما بدأ الشيخ بالتحدث عن نيته بطلب ابنته الصغرى للزواج. صعق آدم من هذا الخبر الذي كاد أن يشلّ أطرافه ولم يقوى على رفض طلبه. طوال الطريق إلى منزله كان يُفكِّر في كيف سيُخبر زوجته... ظلّ صامتاً مستيقظاً طوال الليل يفكر في طريقة للتخلص من هذه الكارثة التي حلّت بهم.
في الصباح الباكر أخبر زوجته التي انهارت من هذا الخبر، إذ كيف لإبنتها الجميلة ذات التاسعة عشر أن تتزوج برجل عجوز كهذا. ارتفعت الأصوات بين آدم وزجته إلى أن سمع الأبناء أصواتهم التي لم تكن تُسمَع من قبل. قررت الزوجة أن تأخذ أبنائها وبناتها إلى قرية والديها، وظلّ آدم حزيناً كئيباً هزيل الجسد... بلا روح.
٢٩ أبريل٢٠١٧

#Elfashir text on photo number 2

النص لـ: سلوى عبد الرحمن

أنا عمر، شاب وسيم في العشرين من عمري، انتقلتُ مع أسرتي من الريف إلى العاصمة، من الصفاء والهواء النقي إلى الزحام والضوضاء، ابتعدتُ عن أصدقائي الأعزاء وأهلي وحبيبتي. آه... إني أفتقدهم كثيراً، بألأخص هي "محبوبتي".
ينتابني شعور غريب. أشعر بالوحدة؛ لم أكوِّن صداقات هنا بعد، لا أشعر بأنني أنتمي إلى هنا. تراودني كوابيس مزعجة في الليل، خوف شديد عجيب يعتريني، يجتويني ويحتويني. أنا الآن شديد التعلُّق بوالدتي ووالدي كثيراً؛ أخاف أن أفقدهما كما فقدت الجميع هناك في القرية.
ذات يوم، وفي وسط الزحام: صادفت احداهن... نظرتُ إليها بإستحياء ورمقتني هي بنظرة ملؤها الحب، كأن أرواحنا التقت هناك، كأنني أعرفها منذ زمان بعيد، ماذا لو كانت هي... محبوبتي تلك؟؟ أوه، هل تتوهم يا صاح!؟. فجأة اختفت وذابت في وسط الزحام حيث لا أدري. أحسستُ بالحزن الشديد؛ إذ نحن حتماً سوف لن نلتقي من جديد.
أصبحتُ أحب العاصمة هذه الأيام، أصبحتُ أحب الضوضاء والزحام، وها أنا الأن من شُرفتي أحدِّقُ به... الزحام؛ علَّني أجدها... تلك التي التقيت بها من قريب، أو أستعيد محبوبتي الأخرى من جديد... آه إنِّي أشعرُ بالوحدة حقاً.

٢٩ أبريل ٢٠١٧

#Elfashir text on photo number 3

النص لـ: عمر النور

وهو أصغر مشترك بالورشة وعمره ١٤ سنة

قرية في فنجان

أسأل نفسي أحياناً أسئلة غريبة: لماذا هذا؟ وكيف حدث؟ لا اجد الجواب على السؤال. ينتابني شعور غريب حول هذا الكون: هل نحن حقيقيون؟ أم... لا أدري حقاً، ولكن أظن أن كل شيء ضدِّي. أحاول أن أجد ملامح لنفسي لكي أُعبِّر عنها؛ هل أنا فتاة قروية حقيرة بلا ملجأ؟ أم هذه هي طبيعة الحياة؟ أصبحتُ مشوشة الذهن، لا أدري ماذا أفعل.
اسمي روَّاحة، أعيش في أطراف المدينة يعتبرني الجميع ريفية فاقدة السمع، أعيش مع أبي وأمي في هذا المنزل المهترئ، غرفتي صغيرة مليئة بالزهور، أبتسم للدنيا رغم أوجاعي لأنني أظن أنها لا تستحق ذلك العناء فالله موجود. لي أخت واحدة... حبيبتي قريبة لي جداً، نحن مثل التوأم لا نفترق أبداً، والديّ كبيران في السن لا يقويان على الحركة، انجباني منذ سبعة عشرة عاماً، اساعدهما في أعمال الحقل، سمَّياني "روَّاحة" تيمناً برياح الجنة... أن ريحاً ستأتي وتقطفني إلى البعيد.
حلمت بالإلتحاق بالجامعة ولكني تركت هذا الحلم لأنني لم أكن أتمكن من التواصل مع الجميع بصورة واضحة، والسبب هو أني لا أستطيع السمع، لا توجد مدرسة لتعليم لغة الإشارة لفاقدي السمع ولكن في المدينة المجاورة توجد واحدة... لا أستطيع الذهاب إليها لبعد المسافة وتكاليف الدراسة، تزداد حياتي صعوبة لأني أتكفل برعاية أبي وأمي وفي ذات الوقت أختي. تدنى مستواي الدراسي بسبب ذلك؛ فالعمل والدراسة لا يجتمعان. كانت الفتيات يضحكن علي لأنني أرتدي نفس الثياب كل يوم، دائماً ما تكون ثيابي جيدة في نظري وليس في نظر الجميع طبعاً، كنتُ أضحوكة المدرسة. أجد في معلمي قدوة أتخذها في دربي، فهو أيضاُ مثلي؛ كانت ظروفه مثل ظروفي، نعيش في كيان واحد ولكن قد فتح الله عليه أبواب الجنان وأصبح معلماً ، مما شجعني في أن أحب الحياة وأمضي قدماً وأدفن أوجاعي في الماضي.
في أحد الأيام عندما كنتُ عائدة من المنزل، وجدتُ جماعة من الشباب يجلسون خارج منازلهم، لديهم صديق جديد كان قد أتى وإستأجر منزلاً بالقرب منَّا، كان ذلك الشاب غريب الأطوار، له نظرة مرعبة كأنه يستشيط غضباً، أخاف منه كثيراً لا أدري لماذا ولكني لا أحب الغرباء. أتيتُ مارة بالقرب منهم فناداني أحدهم بحركة من يده ولم التفت له، اقترب مني وكان يريد أن يلامس يدي فصفعته على خده صفعة قوية إعتبرها إهانة له. في صباح اليوم التالي خرجتُ من المنزل مسرعة، لم يكن هنالك أي شخص في الطريق، كنتُ خائفة... ولكني تقلبت على خوفي ذاك وذهبت. لم تكن لديّ صديقات؛ فلقد تم إعتباري "روَّاحة" الفتاة المنبوذة... وقف ذلك الشاب أمامي واعترض طريقي، جاء أصدقائه يساندونه، وضعو كمامة على وجهي وأنا أحاول الصراخ " لا لا لا"، لم يكن في قلوبهم رأفة، أخذوني إلى المنزل الذي بجوار منزلنا... جردوني من ثيابي، وجدتُ نفسي وسط رجال عراة... ارتعبت وخفت... ما هذا ما الذي يحدثُ لي؟؟ أغمى علي.
عندما استيقظت وجدت نفسي مرمية على الشارع، لا أحد يدري ماذا حدث لي... حتى أنا، صرخت. بأعلى صوت أملكه، أتت إمرأة من أقصى الجنوب وأخذتني للمستشفى. جاءت الشرطة تأخذ أقوالي... لم أتمكَّن من البوح بما حدث لي فقد أحسستُ بالخجل من نفسي. سألني الضابط بإيماءات مفاداها بأن أين هم أهلي؟ فأجبت بإختصار: "في ضواحي المدينة". فهمت أن المرأة التي أحضرتني للمستشفى قالت للضابط أنها ستقوم بإيصالي لمنزل أهلي. عدت إلى المنزل وأخذ أهلي يحاصرونني بالأسئلة ولم يحصلوا مني على إيماءة واحدة.
أشعرُ بأن هنالك شيء يتحرك بداخلي، لم أدرك بأنِّي حامل، فقد كان الاحساس غريب للغاية. بعد مرور خمسة أشهر من الحمل، أحس الجميع بالمدرسة بأنِّي حامل فطُردت منها على الفور. مضت فترة الحمل كاملة وكل من هم معي بالمنزل كانوا يعجزون عن تصديق ذلك الشيء. ولدتُ طفلة جميلة جداً أسميتها "أمل" كي تعيد الأمل لروحي من جديد. عزمت علي المضي قدماً.
توفيت أمي عند بدايتي للدراسة الجامعية وبعدها والدي أيضاً من حزنه عليها، أعطاني كل ذلك الأمل كي أواصل مسيرتي نحو هدفي، من أجل "أمل" ومن أجل أختي الوحيدة. أكملت تعليمي وأصبحت محامية متخصصة في حقوق المرأة والطفل، دخلت في جمعيات وقف العنف ضد المرأة والمثلية الجنسية. انتقمت لما حدث لي بعد سنوات من المطاردة. أنا الآن متزوجة ولي ثلاثة أطفال مع أمل، ساعدتُ أختي في إكمال دراستها وأصبحنا عائلة سعيدة.
فجأة تحوَّلت صورة "روَّاحة" إلى سواد داخل بياض له يد... ذلك فنجان القهوة الذي كان يشرب منه الكاتب "عمر" وزوجته تحكي له عن مأساة فتاة، فتخيل المنظر وبدأ يُفكر فيه، وفجأة... صوت أتى من بعيد: "استيقظي يا رواحة، استيقظي من انغماسك في ذاتك"، إنها أمها تنادي عليها: "إذهبي وأجلبي بعض الماء مع أختك من البئر القديمة، خذي معك ذلك الوعاء الكبير وأملئيه". عرفت روَّاحة أنها كانت تحلم؛ فالحياة لم تتغير، ولكن هي كما هي... فقط حلم.
٢٩ أبريل ٢٠١٧

#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir

#Elfashir text on photo number 4

النص لـ: إكرام رابح

رجل التوليب

ألقيتُ قُبلة إلى مكاننا المعهود بالشارع الذي يقسم المدينة إلى قسمين، جلستُ وأخرجتُ مفكرتي الصغيرة وقلمي الذي أهداه لي في عيد ميلادي الحادي والعشرين، خططتُ بعض الكلمات القصيرة، كدأبي في كل رحلة انتظار مللت سريعاً فوضعت القلم والمفكرة وأخرجتُ منظاري المقرِّب، داعبته قليلاً، نفختُ على العدسات السميكة من أعمق نقطة في رئتيّ ثم مرّرتُ عليهما المنديل الورقي بحنوٍ دافيء، وضعتُ المنديل ثم حملتُ المنظار بكلتا يداي وأنا أنوي أن أقتل الدقائق الطويلة لإنتظار القدوم المرتقب.
أُحبّ أن أُحدِّق في الأفق البعيد بمتعةٍ نهِمَة: تحركات أسراب الغمام وتكتلاتها ثم هرولتها بعيداً عن بعضها لتلتقي ثانية في بطء لذيذ، آه يا ربِّي كم أعشق الطبيعة! إنها صديقة روحي. تلفتني حركة أسراب البجع وهي ترسم بانسجام زاوية متحركة بانتظام مبهر، فأتابع حركتها بلهفة، أتابعها وهي تبتعد رويداً رويداً حتى تتلاشى.
مازلت محدقة إلى الأفق من خلال عدستيّ المنظار، بموقع يغطِّي معظم البنايات والمعالم للمدينة المنحدرة بسلاسة، كل الألوان تداعب بصري وقلبي يحس بالإنشراح، أُراقبُ: البنايات، زهرات يانعة صغيرة مبعثرة على الشرفات، عاشقان في جلسة رومانسية بينهما كأسين وابتسامتين وتفصل بينهما ياسمينة بيضاء، عجوزان يجلسان على شرفة منزلهما ملتصقين كل واحد ملتفح بالآخر في حنو جميل، وعدة سنديانات ضخمة متناثرة. تابعت تسلسل أشجار السنديان، لفتتني حركة عاشقين شابين: حسناء في ثوب قصير وأنيق تحتضن باقة ضخمة من أزهار التوليب الصفراء، والعاشق يحتويها بينما هو يفتح لها باب السيارة، يلفح خدها بلثمة هانئة، يغلق باب السيارة فتخرج رأسها وتبتسم بإنشراح وتلوح مبتعدة بسيارتها الرياضية، أتابعها إلى أن تتلاشى وتصبح نقطة غير مرئية على الشارع المسفلت، أعود لأتابع العاشق لأنه جاء وسيعود راجلاً دون سيارة، كان ظهره إليّ عندما كانا معاً والآن هو في مواجهتي.
مهلاً... ذلك العاشق هو رَجُلِي. يا إلهي هل أتخيل؟ هل أُصبتُ بهلاويس بسبب الإنتظار الطويل؟ أم هي الغيرة؟ ومما أغار؟ تلك الحبيبة التي تلاشت على الشارع المسفلت لا تعرفني ولا أعرفها البتة، إذاً لربما غرت من ذاك الكم الهائل الذي انهال عليها وتوجها بلثمة على خدها وقيد يداها بباقة من ضخمة من أزهار التوليب هي التي أثارت حفيظة الغيرة، حبي المكلوم الذي الذي يبقيني لساعات على أريكة في قارعة الطريق هو ما حفّز فيّ روح الغيرة، إذاً لما أرى وجه هذا الرجل الذي لم أعتد منه ابقائي منتظرة لماذا يتراءى لي وجه حبيبي اللامبالي بدلاً عن الرجل التوليبي؟ آه يا عينيّ. أغمضهما وأبعد عنهما المنظار لعدة ثواني.
أعود مرة أخرى إلى التحديق، يا ويلي... إنه الوجه ذاته! الحرارة تهرب من جسدي والبرد يغزو أطرافي، أحسُّ بالتعرُّق والحمَّى. أُلملم حقيبتي بسرعة وإرتباك، يسقط القلم... التقطته، يسقط دفتر مذكراتي ثم يسقط المنظار، تباً لهذه الأشياء التي تخذلني، كل ما أحبه يخذلني، تركتها جميعاً وركضت بعيداً دموعي تغطي وهي وتغمر عيناي، ركضتُ حيثما اتفق، كنتُ أركض بجنون عبر الشارع الطويل الأسود وعيناي مغمورتان بالدموع. أتت حافلة مسرعة تسير في نفس اتجاهي، اسمع نفيرها المزعج لي ولكني لا أبالي بها، تتوقف على بعد خطوة مني، السائق يهزي بكلمات لا أفهمها، أتسلق الدرجات الثلاث المودية إلى داخل الحافلة وتسرع بي لا أدري إلى أين. أحسُّ بالإختناق، أتلمّسُ عنقي وأتفقَّدُ رأسي وعيناي، أحسُّ بحبلٍ ما على عنقي، هل هو حبل مشنقة ملتف على عنقي؟ لا أعتقد بأن حبال المشانق ملساء كهذا الحبل، وأنا واقفة على قدمي مذهولة أمسح أدمعي التي أغرقت وجهي، لم أبالي بأي أحد على الحافلة، وكالمجنونة فتحت عيني وصوبتهما عكس مسار الحافلة حتى أرى المدينة لآخر مرة... وداعاً مدينة الخذلان، وداعاً منظاري الخائن، وداعاً دفتري وقلمي، وداعاً أريكة المواعدة، وداعاً رجل التوليب.
ألفُّ ذراعي حولي لأحتويني في ألم فأحسُّ بجسمٍ غريب يلتصق بي... آه إنها كاميرتي الصغيرة، احتضنتها ثم حملتها بسرعة لألتقط آخر صورة لمدينتي ذات السكان الخونة، القلم، دفتر المذكرات، المنظار ورجل التوليب، حتى أريكة المواعدة في هذه اللحظات اعتبرتها خائنة. وَمَضَت عدسة الكاميرا ثم تواطأ سائق الحافلة مع مشاعري وزاد من سرعته كالسهم وأنا بداخل الحافلة إلى أي وجهة وإلى أي بلد خالٍ من التوليب والأحلام.

٢٩ أبريل ٢٠١٧

#Elfashir text on photo number 5

النص لـ: معزة محمد

تحوُّل

نظر حوله متأملاً ما يراه، لا يدري لماذا يحس بالتوجُّس وكان المنوط به أن يفرح! الجميع يرتاد هذا المكان من أجل أن يتعرفوا عليه ويأخذوا صوراً ليخبروا أصدقائهم أنهم ذات يوم كانوا هنا، لكنه أتي ليتعرف على نفسه فقط، فهذه الحجارة رغم أنها متصلة وفي اجتماع إلا أنها وحيدة كحاله ومريم.
يا الله أشتاقك جداً لو تعلمين، شوقاً يرجّ دواخلي رغم كل هذا الهدوء الذي يلفني، كيف لا وأنتِ أنثى المتناقضات!؟
"حبيبي، هل أتينا إلى هنا لتقف هكذا؟" قاطعت هبة صوت أفكاره، هه ماذا قلتي؟ "لم أقل شيئاً يا أحمد ولن أفعل، في كل الأحوال أنت لن تسمعني"، عذراً هبة فقد كنت شارداً قليلاً، "حسناً دعنا اليوم نعقد اتفاقاً، أولاً أن تقر بأن هذا الشرود قد أضاعك" هبة... هبة... - قال متأففاً: بالله عليك لا تعيدي على مسامعي ما ترددينه منذ أن تزوجنا، نعم لقد كنت جراحاً مشهوراً، محترماً بين الناس، وكنت سعيداً... ثم شردتُ في احدى العمليات الدقيقة التي كنت أجريها لشخصية بارزة و... مات! فتحوّلت حياتي جحيماً وفقدت مهنتي واصبحت نكرة، هل هنالك شيئاً نسيته أنا وتودّين التكرُّم بإضافته الآن؟
"أجل" وبصوت حزين أضافت: "تعيسة أنا معك يا أحمد، حوّلتني لظلٍ باهت يتبعك... أنت هدمتني".
التفت إليها وأمعن النظر في تفاصيل وجهها الجميل، والغريب أنه لوهلة لم يعرفها وكأنه يرى ملامحها لأول مرة، حقاً بدت حزينه وشائخة جداً، أراد أن يعتذر بشدة لكنه بدلاً عن ذلك سألها ببرود صفيق: وما الذي أجبرك علي مرافقتي كل هذه السنوات؟، قالت: "لأني أحبك"... ماذا!؟، "نعم أحبك، زواجي منك في بادئ الامر كان فرصة؛ جراح مخ وأعصاب ثري وتستطيع ان تمنح شابة مثلي الحياة التي إليها تتوق، وظننت وليتني لم أفعل أن جمالي سيجعلك تحبني والحق أنني هي من أحبتك" آه هبة رغم أن اعترافك هذا قد أربكني إلا أنك تعلمين أنني لا أكترث، كيف أحبك وأنا مفرغ منك وممتلئ بأخرى؟ أسكتته دمعة انحدرت على خدها، مسحتها سريعاً وبدت هادئة جداً حين قالت: "أحمد، أخبرني عنها" قال: سأفعل لأن هذا الحديث سيزهق روحي إن لم أفرغ لساني منه، ولكن قبل ذلك فلتعلمي يا هبة أنك جميلة جداً، ونقية كبلّورة صادقها ضوء، أنا فعلاً أحترمك وصدقاً لو أنني التقيتك قبل مريم ربما كنت قد احببتك... قاطعته بصوت كسير: "حتى في حينها ما كنت ستقدسني مثلها، ستحبني فقط"
قال ساهماً: لا.. لن أفعل، لا أحد يشبه مريم ولا احساس اختزلته لها في قلبي يمكن أن أمنحه لأخرى حتي وان لم أكن قد التقيت بها بعد... قبل مريم كنت متجهماً، شخص يبتسم فقط لأن عليه استخدام شفاهه، هي من شكّلتني، أعادت ترتيب أجزائي الصغيرة وفتحت نافذة الحياة على مشارف الروح، ورغم أن الورم الذي يضغط على مخها كان يجعلها دائمة الوهن، إلا أنها عرفت كيف تمنحني الفرح وتنطلق بي بعيداً عن محدودية الحياة هذه.
"ثم ماذا؟" قالت هبة. لا شيء... عكفت على دراسة حالتها الحرجة ليلاً ونهاراً، كنت أراسل الجراحين حول العالم لأعرف أكثر، بعدتُ عن كل شيء إلا هي، ببساطة كنت موقوفاً عن العيش حتى تشفى، وبعد رهق وصبر أجريت لها العملية وكانت ناحجة جداً، حين تعافت أخبرتها بحبي لها ولكنها بهدوء أجابت أن لديها حبيب وأنها عاجلاً ستتزوج. "وبعدها؟"، بعدها ذهبت هي لتستقبلها الحياة ضاحكة وعدتُ أنا شبه ميت إلى حياة هشة خاوية، ثم وبزمن ليس بعيد تزوجتك أنتِ كنوع من الحوجة الإجتماعية فقط.
نظرت هبة إلى الأرض طويلاً وحين رفعت إليه بصرها كان وجهها بارداً هذه المرة خالٍ من أي تعبير حين قالت: "أحمد ليتك لم تقل جملتك الاخيرة هذه، أنت قفزت بنا إلي النهاية حتماً، أنا سأمضي راحلة هذه المرة دون التفات ولا أسف"، مهلاً هبة هل تذكرين ذلك المريض الذي مات على يدي؟... "أجل اذكر... ماذا به؟" إليك إعترافي الأخير إذن، قبل العملية تفحصت أوراقه فإذا به زوج مريم... لا تنظري لي هكذا، أجل، أنا قتلته... ألا ترين أن يأخذ هو مريم وأأخذ أنا حياته هي معادلة منصفة لجميع الأطراف؟

٢٩ أبريل ٢٠١٧

#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir
#Elfashir

What happened in #Elfashir workshop

In the 29th of April 2017 the #OneDayFiction workshop was in a collaboration with The Triangle Cultural Forum, and hosted by the Teachers Union in Elfashir city. The 9 hours of training went so fast and smooth, the participants were introduced to the art of short story and the creative writing techniques. There was a very young participant this time among the workshop's participants with the age of only 14 years old Omer Elnour and it was a surprise to have his story one of the winning stories at the workshop's exercise. So, congratulations to our winners: 

Eitimad Ebrahim, winner on photo number 1 

Salwa Abdulrahman, winner on photo number 2 

Omer Elnour, winner on photo number 3 

Ikram Rabih, winner on photo number 4 

Maaza Mohamed, winner on photo number 5 

#PersonsWithVisualDisabilities winner text on touched choice "A"

 النص لـ: أبوزيد حسين 

أهدت لي برتقالة فإتخذتها ملهمتي، لم أفكر في أكلها ولا إهدائها بل احتفظت بها. كانت بمثابة الطيف الذي زارني ليلاً فهيَّج من القلب عشق كنت أهواه. التقيت بها صدفة على شاطئ النيل الهادئ... ذلك الحسن الغربي، بل تشبه برتقالتي المهداة، بشرتها الصافية، حالتها المُشعّة كالشمس... بل كاللون البرتقالي، ذاك الشَّعر البرتقالي المُصفَر. العينان الخضراوان اللتان كانت تُحدِّق بهما بحذر. 

كان يشرقني طرفها بحياءٍ أوروبي مُعلَّى، فتسمَّرتُ من مجيئها وبدأت أرمق وجهها بأدب، أقبلت نحوي وألقت التحية بلغةٍ أجنبية - على الرغم من أنني أجيد بعض اللغة الانجليزية لم يفلح لي أن أرد تحيتها ولو لمرة، ما كان منها إلا أن أعادتها بلغةٍ عندها فقط قمت وتحرَّكتُ بخطى مُثقلة وتبادلنا القُبَل. 

على جوٍ من التعارف تجمَّعت السحب وهبَّت الرياح، فخشيتُ عليّ أن أضيع كما أخفقتُ في الرد، أخرَجَت برتقالة من حقيبةٍ كانت في يدها ودفعتها إليّ ورجَعَت إلى مكانها... كانت تنظرُ إلى عينين تحدقان من وجهي فأيقنت أنني لن ألتقي بها مجدداً... وقد كان ذلك. 

٢٢ يوليو ٢٠١٧

#PersonsWithVisualDisabilities winner text on touched choice "B"

  النص لـ: أحمد الرضي  

كم هو مريرٌ الواقع الذي أعيشه، أظلَمَت الدنيا في وجهي فجأة وبدون مقدمات، كرهتُ كلّ العالم، كرهتُ أبي الذي كان يُفضِّل إخوتي عليّ، كرهتُ حبيبتي تلك التي خانتني وخدعتني... آه كم أنا مُتوجِّع.

أصبحتُ لا أحبُّ الجلوس في بيت أبي ولا جامعة حبيبتي، أعلم أنَّني أريد الهروب من الواقع، ولكن لا أعلم كيف أهرب. لم أجد حلاً إلا أن اشتريت لي علبتي سجائر من أقربِ متجرٍ لبيت أبي، أخذتُ العلبتين واتجهت لا أدري إلى أين لكنَّنِي مشيتُ مشي المكلوم المغلوب على أمره.

لم أجد نفسي إلا وأنا على ضفاف النيل، توقَّفتُ ولم أجد حلاً غير الجلوس. رأيتُ بعض الشباب يتسامرون فيما بينهم لم أهتم بهم... وأخيراً جلستُ على حجرٍ صغير الحجم. شعرت نوعاً ما بالإرتياح وأخذتُ نفساً طويلاً... آه منك يا قدر! أشعلتُ سيجارة أولى لكنَّها لم تُخفِّف عليّ، أشعلتُ ثانية، ثالثة... لا نتيجة. اضطررتُ لأن أفتح العلبة الأخرى من النوع الكوبي... تباً لها لقد أحضَرَت لي كلّ أحزاني ومآسيَّ وأوجاعي، لم يكُن منِّي إلا أن رميتها أرضاً. خرجتُ لكي أرتاح لكنَّني لم أزدد إلا غُبناً.

فجأة وأنا أُقلِّبُ نظراتي فإذا بسكينٍ مُلقاة على الأرض، كم أحببتها! أخذتُها وبكلِّ أريحية تحسَّستُها، تلمَّستُها، أعجبتني جداً. أمسكتُها بكلِّ قوّة وأحكمتُ إمساكها، تمنَّيتُ لو أنني أغرزها في جسدِ مَن أكره. أشعرُ الآن بالنشوةِ الإنتقامية حتى أنني أصبحتُ قريباً جداً من ادخالها في جسدي.

أوف...! ذَهَبَت عنِّي تلك النفس الشريرة وأحسستُ بنوعٍ من العقلانية، أخذتُ نفساً طويلاً بكلِّ عمق ثم رميتُ السكين، رميتُ كلّ السجائر الذي معي ورجعتُ من حيث أتيت. 

٢٢ يوليو ٢٠١٧

#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities

#PersonsWithVisualDisabilities winner text on heard choice "A"

النص لـ: مصعب محمد خليل 

درس محمود مرحلته الثانوية في قريته الجميلة، وكان بين أقرانه من الطلاب هو ذاك الفتى المميز والمتفوق أكاديمياً، جلس إلى امتحان الشهادة الثانوية فأحرز أعلى الدرجات وكان أول قريته، التحق بجامعة الخرطوم كلية الطب. يوم أراد أن يذهب إلى الجامعة احتفى به أهل القرية، قام بتوديعهم جميعاً وركب السيارة متجهاً نحو الخرطوم، كان ينظر عبر النافذة إلى أمه التي تذرف الدموع، إلى أبيه الذي كان يُلوِّح إليه، وإلى أخيه الصغير الذي كان يهتف باسمه... بدأت تختفي عن أنظاره ملامحهم. أصبح على مشارف الدخول إلى العاصمة الخرطوم وكان يجول بخاطره كيف ستكون الجامعة، وكيف يبدوا الأشخاص الذين سيكونوا معه في قاعة الدراسة... هل يشبهون أهل القرية؟ 

وصل إلى بيت خالته التي سيُقيم معها، جلس وتناول معهم وجبة العشاء، بعدها اتجه إلى فِراشه... كان في أشدّ الشوق إلى اليوم التالي الذي سيذهب فيه للجامعة ويدخل الكلية التي طالما كان يحلم بها. أشرقت شمس ذلك اليوم الذي كان ينتظره بشوق، ارتدى أفضل ما عنده من الملابس واتجه نحو الجامعة. كان في طريقه للجامعة يتأمل في الأشياء التي من حوله؛ هل تشبه أشياء قريته؟. وصل الجامعة ودخل إلى فناءها، كان يسأل عن قاعة الدراسة لطلاب الطب، وجد احدى الفتيات فأرشدته إليها. دلف إلى القاعة وجلس يستمع إلى المُحاضِر... لفت انتباهه نظرات فتاة ترتدي فستاناً جميلاً، فأصبح يسأل نفسه "لماذا تنظر إليّ هذه الفتاة!؟"، انتهت المحاضرة ففكر أن يذهب إلى الفتاة ويسألها مباشرة، كان متردداً بعض الشيء... وفجأة سمع صوت يناديه بأن يا محمود استيقظ فقد صارت وجبة العشاء جاهزة... تأوَّه وأدرك أن كل ذلك إنما كان مجرد حلم... فقط. 

٢٢ يوليو ٢٠١٧ 

*التسجيل الصوتي "أ" على الرابط: 

https://youtu.be/10rH37YYvKU *

#PersonsWithVisualDisabilities winner text on heard choice "B"

النص لـ: رحاب مصطفى    

تطَّلعت إلى البحر من خلال نافذتها الزجاجية وأخذَت نفَسَاً عميقاً وتساءَلَت: "هل أنا سعيدة الآن؟ هل حقّقتُ ما أصبو إليه؟ هل وصلت إلى قمة النجاح؟" أجابت عن تساؤلها هي ذاتها وقد أغمضت عينيها: "لا وألف لا". 

انتابها شعور بالحزن والأسى، فالثمن كان أغلى بكثيرٍ من الحرية التي كانت حلماً ظلَّ يُطاردها منذ الصفر، نَظَرَت إلى البحر وبَصَقَت فيه بغضب ثم تمتَمَت: "أنت الآن تبدو هادئاً، حالماً ورومانسياً ولكنك في الحقيقة قاتل، سفاح ومنافق". 

راحت تتذكر رحلتها المريرة عبره، بقوارب الهجرة غير الشرعية وما عانته من ويلات البرد، العواصف والأمواج... "أنت أيها السفَّاح ابتلعت أصدقاء العمر ورفقاء الدرب، الأم، الأب والأحبة"... تساءَلَت مجدداً: "هل انتصرت أنا عليك أم أنت المنتصر؟ أهزمتك ونجوت أم أنت هزمتني وابتلعت كلّ ما هو أغلى وأعز؟"... تتمنَّى الآن لو تلقي بنفسها من خلال النافذة الزجاجية لتلاقي الأحِبَّة، أو أن تطلق رصاصتها في قلب هذا القاتل المجنون. 

٢٢ يوليو ٢٠١٧ 

* التسجيل الصوتي "ب" على الرابط 

https://youtu.be/lP7K8tf6kT8 *

#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities
#PersonsWithVisualDisabilities

What happened at the persons with visual disabilities workshop

This workshop for persons with visual disabilities was in 22 July 2017, it came with a collaboration with Glimmer of Hope organization and with very generous sponsorship by Delphine Design company. There were four volunteers personal assistants: Omar Abdo & Habab Siddig and the #OneDayFiction alumni Baha Mohamed & Razan Mohamed. 

The participants were so excited to know about writing techniques, they have very wide imagination, very deep visions and very philosophical sights and thoughts. 

At the end of the short story writing workshop for persons with visual disabilities, the trainees were asked to write short stories based on something, and this time they were given the right to choose the material of the thing, whether "touched" or "heard". After they made their choices a lottery was done and there were two options for the "touched" things: "A" an orange, "B" a knife. And for the "heard" things: "A" an audio of thunderstorms with very heavy rain, and "B" an audio of sea's waves with seagulls voices. 

Congratulations to the winners: 

Abuzaid Hussain, winner on touched choice "A" 

Ahmed Alradi, winner on the touched choice "B" 

Mosab Mohamed Khalil, winner on the heard choice "A" 

Rehab Mustafa, winner on the heard choice "B" 

Share this page